الطاقة الذرية تنفي استهداف فوردو ونطنز منشآت إيران النووية الأساسية في أمان

في ظل تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط، نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرّض منشأتي “نطنز” و”فوردو” النوويتين لأي أضرار، رغم الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل إيران.

وأكد المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين، أن التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن استهداف منشآت نووية شديدة التحصين، مثل فوردو، لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن منشأتي “نطنز” و”فوردو” لم تتعرضا لأي قصف منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، الجمعة الماضي.

كما شدد جروسي على أن منشأة بوشهر النووية لم تُستهدف، بينما لا يزال مفاعل خُندب للماء الثقيل قيد الإنشاء ولم يتعرض لأي ضرر، بحسب تقييم رسمي نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

أضرار في منشآت حيوية بأصفهان

في المقابل، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أربع منشآت رئيسية في مدينة أصفهان قد تضررت خلال الضربات، بينها المختبر الكيميائي المركزي، ومنشأة تحويل اليورانيوم، ومحطة إنتاج الوقود الخاصة بمفاعل طهران، ومنشأة معالجة رابع فلوريد اليورانيوم (UF4).

وأوضحت الوكالة أن هذه المنشآت تُعتبر عناصر أساسية في دورة إنتاج المواد النووية، ويمثل استهدافها “ضربة استراتيجية” للبرنامج النووي الإيراني.

وبحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن الهجوم أدّى إلى تعطيل قدرة إيران على تحويل غاز اليورانيوم إلى الحالة الصلبة اللازمة لصناعة النوى الانشطارية، مما “أوقف فعليًا” إمكانية إنتاج سلاح نووي في المدى القريب، وسبب “اختناقًا صناعيًا” في خطوط الإنتاج النووي.

تفتيش مؤجل وتهديد بالانسحاب من المعاهدة النووية

أكدت الوكالة أن عمليات التفتيش ستُستأنف في المواقع النووية الإيرانية بمجرد تحسّن الظروف الأمنية، مشيرة إلى استمرار التزامها بمتابعة تنفيذ بنود معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) داخل إيران.

وفي رد على التصعيد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن البرلمان بدأ مناقشة مشروع قانون للانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، رغم تأكيده أن طهران لا تزال “ترفض استخدام أسلحة الدمار الشامل”.

ويرى مراقبون أن الانسحاب من المعاهدة قد يُفاقم الأزمة، ويفتح الباب أمام عقوبات دولية إضافية أو عمليات استباقية محتملة من جانب إسرائيل أو قوى غربية.