مصر تتوسط لتسوية شاملة في ليبيا لقاء السيسي وصالح يدفع نحو انتخابات موحدة

في إطار التحركات الإقليمية الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بمدينة العلمين، في لقاء يأتي استكمالًا لسلسلة من المشاورات المصرية مع الأطراف الليبية الفاعلة، وعلى رأسها المشير خليفة حفتر.

خلال اللقاء، جدد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل للمؤسسات الوطنية الليبية، مؤكدًا على أن استقرار ليبيا يمثل امتدادًا طبيعيًا للأمن القومي المصري. هذا التأكيد يعكس إصرار القاهرة على لعب دور محوري في تحقيق تسوية سياسية شاملة تُنهي سنوات الانقسام والصراع.

ومن هذا المنطلق، شدد السيسي على أهمية توحيد الجهود المحلية والدولية للإسراع بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، باعتبارها خطوة جوهرية نحو استعادة الشرعية وتعزيز الاستقرار السياسي. وهو ما يتوافق مع المساعي الأممية والدولية التي تدعم خارطة طريق انتقالية شاملة في ليبيا.

وفي سياق متصل، أكد السيسي أن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية يظل شرطًا لا غنى عنه لإنجاح أي تسوية، وضمان قدرة المؤسسات الليبية على أداء دورها بعيدًا عن التدخلات الخارجية. هذا المطلب يتقاطع مع الموقف العربي والدولي الداعي إلى سيادة ليبيا الكاملة على أراضيها.

وانطلاقًا من حرص مصر على المساهمة الفعالة في استقرار جارتها الغربية، أعرب الرئيس عن استعداد مصر لدعم جهود إعادة إعمار ليبيا، وتقديم خبراتها في مجالات البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، بما يسهم في خلق بيئة مستقرة تُمهّد لمرحلة ما بعد الصراع.

من جانبه، ثمّن عقيلة صالح الدور المصري المتوازن والداعم للشرعية الليبية، معتبرًا أن تحركات القاهرة تنبع من فهم عميق لتاريخ العلاقات المشتركة، وحرص حقيقي على وحدة ليبيا وسلامة مؤسساتها. وأكد أن مصر كانت ولا تزال داعمًا رئيسيًا لخيارات الشعب الليبي، في ظل ظروف سياسية وأمنية معقدة.