
في وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وحركة حماس، أطلق برنامج “في الوقت الحقيقي” التابع لهيئة البث الإسرائيلية تحقيقاً يكشف النقاب عن ما أطلق عليه “نفق متطور” في محور فيلادلفيا، الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر.
التحقيق أظهر أن هذا “النفق” ليس سوى خندق ضحل مغطى بالتراب،
مما يثير تساؤلات حول الأهمية الاستراتيجية التي تم إعطاؤها لهذه المسألة.
على الرغم من الزخم الإعلامي الذي صاحب الحديث عن هذا النفق،
أشار التحقيق إلى أن الصورة الوحيدة التي تم تداولها والتي أظهرت سيارة داخل “النفق”، كانت أداة ترويجية تهدف إلى تضخيم المخاوف.
تصاعدت المخاوف بشأن التهديدات المحتملة من الأنفاق الفلسطينية،
لكن الواضح الآن أنه لم يكن هناك نفق بعمق 20 أو 30 متراً كما تم الترويج له.
وزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، صدم الرأي العام قائلاً: “ما لا يراه الجمهور هو أن هذا النفق ليس بعمق 20 أو 30 متراً، بل متر واحد فقط”.
وتابع موضحاً: “هو ممر مغطى يشبه المرور تحت طريق سريع، وصورة واحدة أثارت ضجة إعلامية ضخمة لكنها لا تعكس الواقع”.
هذا التحقيق يأتي في وقت حساس حيث تواجه إسرائيل تحديات سياسية داخلية كبيرة،
حيث تُتهم الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب من أجل تحقيق أهداف سياسية، مثل تعزيز سلطته وتجنب الضغوط الشعبية.
إن الجدل حول محور فيلادلفيا يتداخل مع مفاوضات صفقة تبادل الرهائن، ما يزيد من تعقيد المشهد.
الوزير السابق أكد على أن “التهويل الإعلامي لعب دوراً كبيراً في تضليل الرأي العام الإسرائيلي”،
مما يستدعي إعادة النظر في كيفية تناول وسائل الإعلام للقضايا الحساسة والأمنية.
في خضم ما يجري، يظل مستقبل المنطقة مرتبطاً بتساؤلات عدة حول مدى مصداقية التقارير الإعلامية وما إذا كانت تخدم مصالح سياسية معينة،
مما يدعو للضرورة إلى تحقيق الحقيقة والشفافية.