دراسة تكشف: الذكاء الاصطناعي قد يهدد عدالة الرعاية الصحيه
كتبت/ملك محمد حسين

كشفت دراسة حديثة عن وجود تحيّز مقلق في بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المجال الطبي، حيث أظهرت النتائج أن هذه الأنظمة قد تقدم توصيات علاجية مختلفة لأشخاص يعانون من نفس الحالة الصحية، وذلك بناءً على عوامل مثل الدخل أو الخلفية الاجتماعية، وليس على المعلومات الطبية فقط.
الدراسة اعتمدت على تحليل ردود تسعة نماذج من الذكاء الاصطناعي تجاه أكثر من ألف حالة طبية خيالية. وبيّنت النتائج أن القرارات الطبية التي قدمتها تلك النماذج تأثرت بشكل واضح بصفات غير طبية، مثل الحالة المادية للمريض، مما تسبب في اختلافات في تحديد الأولويات الطبية والفحوصات المطلوبة وخيارات العلاج.
فعلى سبيل المثال، كانت النماذج تميل إلى اقتراح فحوصات متقدمة للمرضى الأثرياء، بينما كانت تقلل من أهمية تلك الفحوص للمرضى ذوي الدخل المحدود، رغم أن حالتهم الصحية كانت متطابقة.
هذا التحيّز أثار قلق الخبراء، خاصة أن بعض هذه النماذج تستخدم بالفعل في أنظمة الرعاية الصحية. وقد دعت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة الحذر عند الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تقديم الاستشارات الطبية، مؤكدة أن البيانات التي يُدرب عليها الذكاء الاصطناعي قد تكون متحيزة وتؤدي إلى قرارات غير دقيقة.
وأكد الباحثون على أهمية مراقبة وتطوير هذه التقنيات بشكل مسؤول، لتجنب تعزيز الفجوات في الرعاية الصحية، وضمان توفير خدمات عادلة وآمنة لجميع المرضى، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الاقتصادية.