الصحة والجمال

الأسئلة الصعبة حول منشأ كورونا لا تزال عالقة

كتبت / نيره جمال

يرى الكاتبان جيمي ميتزل ومات بوتينجر أنه رغم مرور أكثر من 3 سنوات على وباء فيروس كورونا، الذي أودى بحياة الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم، إلا أنه حتى الآن لم يتم بعد إجراء تحقيق شامل بشأنه لمعرفة أصوله.

ويقول الكاتبان في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال إنه في حين أن التشويش والتضليل الصيني هما السبب الرئيسي في عدم فهم كيفية اجتياح الفيروس التاجي الجديد للعالم، إلا أنه يمكن للولايات المتحدة أن تفعل المزيد للوصول إلى حقيقة ما حدث، وذلك عبر جلسات استماع يعقدها الكونغرس للجنة مكونة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن كورونا، على غرار لجنة 9/11.

فرضيّتان رئيسيّتان

وتساءل الكاتبان كيف ظهرت جائحة كورونا؟ مشيران إلى أن هناك نوعان من الفرضيات، إذ يعتقد البعض أن الفيروس التاجي الجديد ربما تسرب من مختبر في ووهان بالصين، بينما يحافظ آخرون على فكرة أن الفيروس انتقل إلى الناس من الحيوانات الحية المحجوزة في أقفاص في سوق ووهان للمأكولات البحرية.

وسيتطلب اختبار أي من الفرضيتين الوصول إلى سجلات مختبر ووهان والعينات البيولوجية والموظفين بالإضافة إلى عينات الدم المجمدة التي تم جمعها في عام 2019 من قبل بنوك الدم المختلفة في ووهان، إلا أن ما يمنع ذلك هو قرارات الحكومة الصينية التي لم تسمح بعد للمجتمع الدولي من الوصول إلى هذه الموارد والبيانات، بحسب التقرير.

منذ الأيام الأولى للوباء، قام المسؤولون الصينيون بتدمير العينات بشكل منهجي وإخفاء السجلات، وسجن الصحافيين المواطنين الذين يطرحون أسئلة حول أصول الوباء، وفرضوا أمر حظر النشر على العلماء. كما رفضت بكين تقديم البيانات المطلوبة إلى منظمة الصحة العالمية وأدانت دعوات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس لإجراء تدقيق دولي كامل لمختبرات ووهان.

نظريات مؤامرة

لكن الصين لم تكن المشكلة الوحيدة، فحسب ميتزل وبوتينجر، في الأيام الأولى للوباء، اجتمعت مجموعة صغيرة من علماء الفيروسات الغربيين للنظر في أصل الوباء، وكشفت رسائل البريد الإلكتروني التي ظهرت في النهاية عن خطتهم لدفع المحادثة العامة بعيدا عن فرضية حادث المختبر ونحو فكرة أن أصله من الطبيعية.

ووصف بعض هؤلاء العلماء أي تساؤلات حول أصل ومنشأ الفيروس وأنه احتمال أن يكون جاء من مختبر بأنها “نظريات مؤامرة”، على الرغم من افتقارهم إلى الأدلة لرفض فرضية تسربه.

لكن في سبتمبر (أيلول) 2021، كشفت وثيقة وزارة الدفاع المسربة أن بعض هؤلاء العلماء عملوا معاً إلى جانب معهد ووهان لعلم الفيروسات، على اقتراح عام 2018 لوكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة. وكان مشروعهم عن الهندسة الوراثية بميزات نادرة تسمى مواقع انشقاق الفورين وتتضمن فيروسات شبيهة بفيروس سارس، حسب التقرير.

وتساءل الكاتبان كيف يمكن أن يحدث بعد هذه الاختبارات بنحو عام انتشار فيروس (سارس-كوف-2)، الذي يحتوي على هذه الميزة الدقيقة المستخدمة في المشروع والتي لم يسبق لها مثيل في أي فيروس شبيه بالسارس، مشيران إلى أن “العلماء الذين وصفوا فرضية تسرب المختبر بأنها مؤامرة فشلوا في الكشف عن أن الفيروس القاتل الذي يجتاح العالم كان مشابها بشكل مخيف للفيروس الذي أرادوا إنشاؤه”.

مطالب بالمحاسبة

وأضاف التقرير: “لا تعني الجهود المنهجية التي تبذلها الصين لمنع إجراء تحقيق هادف أن الولايات المتحدة يجب أن تلقي أسلحتها وتستسلم، بل في الواقع، اتخذت كل من إدارتي الرئيس السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن إجراءات لمزيد من التدقيق.

بدأت إدارة ترامب في طرح الأسئلة داخليا في وقت مبكر من فترة ولايته، فيما أذن بايدن بمراجعة محدودة لمدة 90 يوما لهذه القضية من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية.

وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت مجموعة دولية من العلماء ومسؤولي الأمن القومي السابقين، بما في ذلك الولايات المتحدة رسالة مفتوحة توضح بالتفصيل بعض إخفاقات المجلات العلمية والمؤسسات الإخبارية بشأن فيروس كورونا وتدعو إلى مزيد من المساءلة.

لكن الكاتبان يقولان إن “ما نحتاجه الآن هو جلسات استماع من الحزبين تستند إلى الأدلة وتطرح الأسئلة الصعبة حول أصول الوباء، إذ يجب على الكونغرس أن ينظر بعناية في تجاوزات الصين وكذلك عيوبنا. على سبيل المثال، قامت المعاهد الوطنية للصحة بتمويل الأبحاث في معهد ووهان لعلم الفيروسات دون معرفة كافية بالعمل الذي يتم إنجازه في ذلك المرفق”.

وذكر الكاتبان أن الحكومة الفرنسية أدت دوراً رئيسياً في بناء معهد ووهان لعلم الفيروسات وكانت تدرك جيدا كيف سارت عملية البناء، لافتان إلى أن الوصول السري إلى السجلات الرئيسية التي تحتفظ بها حكومة الولايات المتحدة، والمجلات العلمية الخاصة، والشركات التي تجري التسلسل الجيني لديها أيضاً معلومات مفيدة للغاية في هذا الشأن.

لجنة استماع

ويرى الكاتبان أن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ وسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب يوفر فرصة فريدة لجلسات استماع مسؤولة وصعبة في كلا المجلسين، مضيفان أن “الوصول إلى حقيقة كيف بدأت هذه الكارثة الإنسانية التي يمكن تجنبها واعتماد تدابير لمنع حدوثها مجدداً يجب أن يكون بطبيعة الحال مبادرة موحدة”.

واختتم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى ضرورة “تنسيق جلسات استماع في الكونغرس للجنة من الحزبين بشأن كوفيد-19 لإعداد سرد كامل للخطأ الذي حدث وما يمكن فعله لجعل البحث العلمي أكثر أماناً، وجعل أنظمة الصحة العامة لدينا أكثر أقوى، ومستقبلنا أكثر أمانا. كما يمكن للكونغرس تشجيع الحكومات الحليفة والشريكة في جميع أنحاء العالم على فعل الشيء نفسه، إذ أنه من دون فهم واضح لسبب وجود الجائحة، يبقى العالم في خطر”.

دليل اطباء الاجواء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: