انقطاع النجدة والإسعاف بعد حريق سنترال رمسيس.. والدولة تتحرك بخطة بديلة

شهدت القاهرة واحدة من أخطر الأزمات التي ضربت البنية التحتية للاتصالات والطوارئ في مصر، بعد نشوب حريق هائل داخل سنترال رمسيس التابع للمصرية للاتصالات، مما تسبب في تعطل شبه كلي لأرقام النجدة والإسعاف والطوارئ.

أدى الحريق، الذي اندلع في الطابق السابع من المبنى نتيجة ماس كهربائي بغرفة أجهزة، إلى توقف الخدمات الأرضية والإنترنت في عدة مناطق، وانقطاع الخدمة عن أرقام الطوارئ الحيوية مثل 122 (النجدة)، 123 (الإسعاف)، 180 (الحماية المدنية)، و137 (الرعاية الصحية).

ورغم خطورة الموقف، تمكنت وزارات الصحة والداخلية والكهرباء من تفعيل خطط استجابة بديلة. حيث أعلنت وزارة الصحة عن أرقام محمولة بديلة لتلقي بلاغات الإسعاف وهي:

📞 01270055785 – 01279541644 – 01157374108 – 01124490657.

في الوقت نفسه، استخدمت الحماية المدنية والأمن الوطني أجهزة اتصال لاسلكية للتنسيق بين غرف العمليات وفرق الإنقاذ، مما ساهم في استمرار الاستجابة للحالات الحرجة بشكل يدوي في ظل غياب الأنظمة الرقمية.

وأكدت وزارة الصحة أن خدمة الإسعاف لم تتوقف تمامًا، بل استمرت من خلال هذه الآليات البديلة، حيث تم تلقي أكثر من 50 ألف بلاغ خلال الأزمة، وتم توجيه 17 سيارة إسعاف إلى موقع الحريق، بالإضافة إلى دعم المستشفيات المحيطة بغرف طوارئ موسعة.

وكانت وزارة الاتصالات قد اضطرت إلى فصل التيار الكهربائي عن المبنى بالكامل أثناء الحريق، ما أدى إلى انهيار في أنظمة الاتصالات، قبل أن تبدأ في تحويل الحركة إلى سنترالات بديلة مثل “روض الفرج” و”الماظة”.

الحريق أسفر عن 4 وفيات من الفنيين العاملين داخل السنترال، إلى جانب أكثر من 30 مصابًا تم نقلهم إلى مستشفيات الدمرداش وقصر العيني والقبطي، وأغلبهم حالات اختناق أو حروق سطحية.

واعتبرت الأزمة “جرس إنذار” خطير يؤكد اعتماد البنية التحتية للطوارئ على شبكة مركزية واحدة، ما يجعل أي عطل تقني أو كارثة محتملة قادرة على شل الدولة بالكامل في دقائق.

وأكد وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت أنه تم استعادة الخدمة بنسبة 90% خلال 24 ساعة، بعد تشغيل مراكز بديلة ورفع كفاءة الشبكات الاحتياطية، مشددًا على أن هناك خطة لتوزيع البنية التحتية لتفادي تكرار الموقف.

الحادث سلط الضوء على ضرورة إنشاء منظومة طوارئ لا تعتمد فقط على الاتصال الأرضي، بل تشمل قنوات بديلة مثل الشبكات اللاسلكية، والسيرفرات اللامركزية، وأنظمة إنقاذ رقمية مستقلة تعمل في الأزمات.