“وزارة الصحة تنظم يومًا علميًا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد لرفع الوعي وتعزيز جهود التشخيص والعلاج”
كتبت/ملك محمد حسين

نظّمت وزارة الصحة والسكان يومًا علميًا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد، الذي يوافق 27 مايو من كل عام، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، وبمشاركة نخبة من أساتذة واستشاريي المخ والأعصاب، وممثلي المؤسسات الطبية والأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني المعنية برعاية المرضى.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن هذا الحدث يأتي في إطار حرص الدولة على تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد، والذي يُعد من أبرز أسباب الإعاقة بين الشباب غير المرتبطة بالحوادث. وأضاف أن التشخيص المبكر يُسهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة المرضى، وتقليل المضاعفات المرتبطة بالمرض.
وأشار إلى أن التصلب المتعدد لا يُشكل تحديًا صحيًا للمريض فقط، بل يثقل كاهل الأسرة أيضًا، مما يستدعي بناء منظومة علاجية مستدامة ومتكاملة، تشمل توفير الأدوية، وتوسيع نطاق الوحدات المتخصصة، وإعادة توزيع الموارد بشكل فعال لتقديم أفضل رعاية ممكنة.
وكشف عبدالغفار عن نتائج دراسة حديثة تم عرضها خلال الفعالية، أظهرت انخفاض عدد الهجمات التي يتعرض لها المرضى سنويًا من ثلاث هجمات إلى النصف، بعد إتاحة العلاج المجاني المنتظم، وهو ما انعكس إيجابًا على الحد من المضاعفات وتقليل التكاليف المرتبطة بها.
ومن جانبه، أكد الدكتور إسحاق جميل، نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، أن عدد الوحدات المتخصصة في علاج مرض التصلب المتعدد ارتفع إلى 18 وحدة في 10 محافظات، تقدم الرعاية لنحو 70% من المرضى على مستوى الجمهورية. كما أشار إلى تقديم خدمات التشخيص والتقييم عن بُعد لتسهيل وصول الخدمة إلى المناطق النائية، بالتعاون مع أساتذة الجامعات.
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة دينا زمزم، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، ورئيس وحدة علاج التصلب المتعدد بمستشفى الشيخ زايد آل نهيان، أن التشخيص المبكر هو التحدي الأكبر بسبب تشابه الأعراض مع أمراض عصبية أخرى، مما يؤدي إلى تأخر الاكتشاف. وأضافت أن هناك نحو 50 ألف حالة في مصر، يتلقى العلاج منها 20 ألف فقط ضمن منظومة الدولة، مشيرة إلى أن 50% من الحالات لا تزال غير مكتشفة نتيجة نقص الوعي وعدم توفر اختبارات تشخيصية قاطعة.
وشددت زمزم على أن التصلب المتعدد هو السبب الأول للإعاقة بين الشباب بعد حوادث الطرق، مؤكدة أن رفع الوعي وتدريب الأطباء يمثلان حجر الأساس في تحسين معدلات الاكتشاف وتقليل نسب الإعاقة.
من جانبها، أشارت الدكتورة هبة عبدالعزيز، مدير عام أكاديمية الأميرة فاطمة للتدريب المهني، إلى أن الأكاديمية تُولي اهتمامًا خاصًا ببناء قدرات الفرق الطبية من مختلف التخصصات، لتمكينهم من التعرّف على أعراض المرض والتعامل معها بفعالية. كما أكدت على تحديث البرامج التدريبية بما يتماشى مع أحدث المستجدات العلمية في مجالي التشخيص والرعاية، مما يُسهم في تخفيف الأعباء النفسية والجسدية والمالية عن المرضى وأسرهم.
أما الدكتورة نشوى ربيع، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية “رعاية”، فقد أكدت أن الجمعية، كإحدى منظمات المجتمع المدني وعضو في الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد، تواصل جهودها في نشر الوعي وتقديم الدعم المباشر للمرضى، من خلال شراكات فعالة مع الجهات الحكومية والمجتمع العلمي. وأضافت أن الجمعية تشارك في اليوم العالمي تحت شعار “التغلب على صعوبات التشخيص”، عبر حملات ومبادرات تستهدف تعزيز المعرفة وتسهيل الوصول إلى التشخيص والعلاج المبكر.
واختُتم اليوم العلمي بمشاركة واسعة من أساتذة الجامعات في تخصص المخ والأعصاب، ضمن إطار دعم الشراكة العلمية وتبادل الخبرات، بما يُعزز جهود الدولة لتقديم رعاية صحية متقدمة وشاملة لمرضى التصلب المتعدد في مصر.