إنجاز صحي عالمي: مصر أول دولة تُعلن خلوها من فيروس “سي” بمستوى ذهبي
كتبت/ملك عبد الهادي

في خطوة تاريخية تعكس حجم الجهد والعمل المستمر في القطاع الصحي، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن حصول مصر على الاعتراف العالمي بوصفها أول دولة في العالم تُكمل مسار القضاء على فيروس “سي” بنجاح، وتحصل على التصنيف الذهبي من منظمة الصحة العالمية.”مصر أول دولة في العالم تُكمل مسار القضاء على فيروس ‘سي’ بنجاح وتحصل على التصنيف الذهبي من منظمة الصحة العالمية”
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة مسيرة طويلة من المبادرات الصحية الطموحة، أبرزها حملة “100 مليون صحة”، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي بهدف إجراء فحوصات طبية شاملة للكشف عن فيروس “سي” والأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر.
وعلى مدار السنوات الماضية، استطاعت الفرق الطبية الوصول إلى ملايين المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية، وتمكنت من فحصهم وتقديم العلاج المجاني للمصابين، وهو ما ساهم في تقليل نسب العدوى بشكل غير مسبوق.
وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار أشار إلى أن هذا الإنجاز يمثل نموذجًا عالميًا يُحتذى به، خاصة أن مصر كانت تُعد من أكثر الدول تأثرًا بالفيروس في السابق، وأضاف أن الدعم الرئاسي القوي كان العنصر الحاسم في نجاح هذه الحملة، مؤكدًا أن ما تحقق لا يخدم المواطن المصري فقط، بل يعكس صورة مصر الجديدة في محيطها الإقليمي والدولي كدولة قادرة على خوض تحديات صحية معقدة والانتصار فيها.
اليوم، لا تقتصر قيمة هذا الإنجاز على الجانب الصحي فقط، بل يمتد تأثيره ليشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، حيث يقل العبء على الأسر المصرية، وينخفض الضغط على المنظومة الطبية، مما يمكّن الدولة من توجيه مواردها لمجالات تنموية أخرى.
إن مصر بهذا الإعلان تدخل مرحلة جديدة من الرعاية الصحية، عنوانها “الوقاية أولًا”، وهي رسالة واضحة بأن الاستثمار في صحة الإنسان هو مفتاح التنمية المستدامة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.
يُعد القضاء على فيروس “سي” خطوة فارقة في مسيرة الصحة العامة في مصر، ليس فقط لما يمثله من انتصار طبي، بل لأنه يعكس تحولًا جذريًا في رؤية الدولة تجاه ملف الرعاية الصحية. فمنذ سنوات، كان الحديث عن القضاء على الفيروس حلمًا صعب المنال، نظرًا لنسب الإصابة المرتفعة وانتشار المرض في صمت بين شرائح واسعة من المواطنين. لكن مع تبني الدولة لاستراتيجية استباقية شاملة، جمعت بين التوعية والكشف المبكر وتوفير العلاج، تغير المشهد تمامًا. هذا التوجه عكس إيمانًا راسخًا بأن صحة المواطن هي أساس بناء أي مجتمع قوي، وأن الوقاية خير من العلاج، خاصة في ظل الأزمات الصحية العالمية التي أثبتت أهمية امتلاك نظام صحي مرن وقادر على التكيف والتطور باستمرار