في خطوة قد تؤذن ببارقة أمل في إنهاء الصراع المستمر في غزة، اقترح وسطاء مصريون وقطريون صيغة جديدة لوقف القتال، وفقاً لمصادر فلسطينية رفيعة المستوى. وقد أعلنت هذه المصادر لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن تفاصيل المقترح الذي يشمل هدنة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، تُعقد في إطار مباحثات تهدف إلى إيجاد حل دائم للنزاع.
الملامح الرئيسية للمقترح
وفقاً للمسؤول الفلسطيني، يتضمن الاقتراح عدة نقاط رئيسية تمثل أساساً لأي تسوية مستقبلية، منها:
1. وقف إطلاق النار: وضع حد فوري للأعمال العدائية بين الأطراف المتنازعة.
2. إطلاق سراح الرهائن: يتحتم على حماس الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين، في مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
3. الانسحاب الإسرائيلي: يتطلب الاقتراح انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
4. إدارة غزة: أبدت حماس استعدادها لتسليم إدارة القطاع لـ”أي كيان فلسطيني” يتم الاتفاق عليه، سواء كانت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو هيئة إدارية جديدة يتم تأسيسها.
ردود الفعل والتحديات
في حين أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتراضه على أي دور محتمل للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة مستقبلاً، إلا أن المسؤول الفلسطيني أشار إلى أن حماس أظهرت “مرونة غير مسبوقة” في المفاوضات. ويؤكد المصدر أن جهود الوساطة الحالية تُظهر جدية من جميع الأطراف المعنية.
لم تصدر إسرائيل تعليقاً رسمياً على خطة الوسطاء حتى الآن. ولكن يُلاحظ أن آخر هدنة انهارت قبل أكثر من شهر، مما جعل من الضروري البحث عن خيارات جديدة للتوصل إلى حل.
جولات المفاوضات المقبلة
من المقرر أن يصل وفد رفيع المستوى من حماس إلى القاهرة في الأيام القادمة، يتزعمه رئيس مجلسها السياسي محمد درويش وكبير مفاوضيها خليل الحية، في إطار مشاورات تتعلق بالمقترح الجديد. ويأتي ذلك بينما وصلت أيضاً وفود إسرائيلية إلى العاصمة المصرية لإجراء محادثات مع الوسطاء سعياً للتقدم في المفاوضات.
# مستقبل الصراع
رغم الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها نتنياهو من عائلات الرهائن، إلا أنه أصر على أنه لن يُوقف الحرب قبل القضاء على حماس وضمان عودة جميع المحتجزين. وفي الوقت نفسه، تواصل حماس مطالبها بأن يُقبل إنهاء الحرب كشرط مسبق قبل الإفراج عنهم.
إن المباحثات الحالية قد تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام المستدام في المنطقة، لكن يبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور في الأيام والأسابيع المقبلة.
