تعمل إيران على تعديل الطائرات المسيرة الهجومية التي تقدمها لروسيا، بحيث يمكن للرؤوس الحربية المتفجرة أن تلحق أضراراً قصوى بأهداف البنية التحتية داخل أوكرانيا، وفقاً لتقرير استقصائي جديد نشرته شبكة “سي إن إن“، الخميس، وهو الأمر الذي وصفته القناة السابعة الإسرائيلية بـ”الوحشية التي لا حدود لها”.
وذكر التقرير أن “منظمة أبحاث تسليح الصراع (Conflict Armament Research) ومقرها بريطانيا، والجيش الأوكراني، فحصا رأساً حربياً غير منفجر لطائرة إيرانية مسيرة من طراز شاهد-131، عثر عليها في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2022″، وقدمت المنظمة النتائج التي توصلت إليها لشبكة “سي إن إن”.
ويساعد فهم تكوين الرأس الحربي في تفسير كيف أثبت الهجوم الروسي على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية خلال الأشهر العديدة الماضية فاعليته.
مواصفات الرؤوس الحربية
ويعتقد محللو المنظمة والجيش أن “الرؤوس الحربية، التي يبلغ طولها نحو قدمين (60 سم)، قد تم تعديلها على عجل بطبقات سيئة التجهيز من عشرات الشظايا المعدنية الصغيرة التي تنتشر عند الاصطدام، بالإضافة إلى الشظايا، هناك أيضاً 18 فتحة صغيرة حول محيط الرأس الحربي والتي، عند الانفجار، يمكن أن تخترق الدروع وتخلق نوعاً من التأثير المتفجر بـ360 درجة”.
ويؤدي هذا التعديل بشكل أساسي إلى “زيادة قدرة الرأس الحربي على تخريب الأهداف مثل محطات الطاقة وشبكات التوزيع وخطوط النقل والمحولات الكبيرة عالية الطاقة، كما أنها تجعل التصليحات أكثر صعوبة”.
وقال داميان سبليترز، أحد المحققين الذين فحصوا الرأس الحربي: “يبدو الأمر كما لو أنهم نظروا إلى الرأس الحربي المكتمل وقالوا، كيف يمكننا جعل هذا أكثر تدميراً؟”.
وحشية
وتحت عنوان “وحشية لا حدود لها.. هكذا تعدل إيران الرؤوس الحربية الروسية”، ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أن الإيرانيين لا يقومون فقط بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار للهجوم في أوكرانيا، بل يقومون أيضاً بتعديل الرؤوس الحربية لإحداث المزيد من القتل والدمر.
وأضافت القناة الإسرائيلية أن التغييرات التي أجراها الإيرانيون أتاحت للروس فرصة لإيقاع المزيد من القتلى في صفوف الجيش الأوكراني، فضلاً عن إلحاق ضرر أكبر وأوسع نطاقاً بمنشآت البنية التحتية ومحطات الطاقة، مما يترك مئات الآلاف من الأوكرانيين بدون كهرباء وتدفئة في الشتاء القارس.
مصنع مُسيرات
وتخطط روسيا وإيران لبناء مصنع يمكنه إنتاج آلاف الطائرات المسيرة، لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن وفداً إيرانياً سافر إلى روسيا في الخامس من يناير (كانون الثاني) الماضي لزيارة موقع مقترح لإنشاء المصنع، بالتحديد في مدينة يلابوغا.
وكان البيت الأبيض، قد حذر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من أن روسيا وإيران تدرسان إمكانية بناء خط إنتاج مشترك للطائرات من دون طيار في روسيا.