تناولت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تجديد إعفاء روسيا من العقوبات، الذي يتيح للشركات الروسية العمل في المنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أن ذلك سيسمح لطهران أن تمنح الروس كميات محدودة من اليورانيوم المُخصب.
وذكرت “يديعوت أحرونوت”، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جددت الإعفاء لروسيا من العقوبات على إيران، يوم الثلاثاء الماضي، ولكن لم يتم إرسال الإخطار إلى الكونغرس إلا يوم الجمعة في نهاية يوم العمل.
وأثارت هذه الخطوة المفاجئة انتقادات بين الجمهوريين والمنظمات اليهودية الذين يزعمون أن إدارة بايدن تحاول إلغاء الإعفاء من العقوبات، وخصوصاً في وقت يشعر العالم بالقلق من التحالف العسكري المُتجدد بين إيران وروسيا.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن هذا الإعفاء يسمح مثلاً لشركة الطاقة الروسية الحكومية، روساتوم، بالعمل دون قيود في منشأة فوردو النووية، فضلاً عن مواصلة العمل في محطة بوشهر للطاقة النووية في جنوب إيران.
سياسة بايدن
وتقول الصحيفة إن تجديد الإعفاء -وهو جزء من الاتفاق النووي عام 2015- يُعد جزءاً من سياسية إدارة بايدن التي تم وضعها في أوائل العام الماضي، فهي تلغي فعلياً العقوبات التي فرضها الرئيس السابق، دونالد ترامب، على إيران، كما تسمح لروسيا بالتعاون في العمل النووي في مواقع التخصيب بالبلاد، وعلى الرغم من ذلك، ترك القرار عقوبات معينة على بناء محطتين نوويتين جديدتين في إيران.
قرار مقلق
وانتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الجمهوري مايكل ماكول هذه الخطوة، قائلا: “هذا قرار مقلق، ويقوض المعايير الدولية ويتعارض مع سياسة الإدارة المعلنة لدعم أوكرانيا، لا يمكن السماح لشركة روساتوم بالاستفادة من العمل في إيران، بينما تعمل بنشاط على تأجيج الحرب التي يشنها الكرملين بلا هوادة ضد أوكرانيا”.
الهوس بالاتفاق النووي
وقال متحدث باسم السناتور الجمهوري تيد كروز، الذي يحاول حالياً تعزيز التشريعات التي من شأنها منع بايدن من الاستمرار في تجديد الاستثناءات، إن “هذه التنازلات تؤكد ما يعرفه الجميع بالفعل.. إدارة بايدن مهووسة بشكل مرضي بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. . إنهم مهووسون لدرجة أنهم ينفذون أجزاء من الاتفاق الكارثي الأخير، حتى بدون اتفاق جديد، إنهم مهووسون لدرجة أنهم مستعدون لتعزيز روسيا والتحالف الروسي الإيراني الذي يهاجم الجيش الأوكراني والمواطنين”.
خطوة لا معنى لها
وزعم رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، مورتون كلاين، أن الموافقة السريعة في نهاية اليوم تمت عمداً لمنع الدعاية في وسائل الإعلام قائلاً: “من الواضح أن هذه كانت نية الإدارة”.
وأشار إلى أنه في ضوء العقوبات الصارمة ضد روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا، فإن “هذه الخطوة لا معنى لها على الإطلاق، ستجني الشركات الحكومية الروسية المليارات وستكون الولايات المتحدة وإسرائيل أقل أماناً بكثير، وستضطر إسرائيل إلى القيام بعمل عسكري لوقف خطة إيران، وإدارة بايدن لا تفعل شيئاً على الإطلاق لردع هؤلاء الإرهابيين المجانين الذين يديرون إيران”.