
التطورات الأخيرة في قطاع غزة: تصعيد عسكري وجهود دبلوماسية
كتبت /منه الله عبدالعزيز عيسي
شهد قطاع غزة في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الأحداث، حيث تداخلت العمليات العسكرية مع المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة المتفاقمة.
التصعيد العسكري الإسرائيلي
في 21 مارس 2025، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، تهديدًا بالسيطرة الدائمة على أجزاء من قطاع غزة إذا لم تقم حركة حماس بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين. وأكد كاتس أن العمليات العسكرية ستستمر براً وبحراً وجواً حتى تحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى تقدم القوات الإسرائيلية في القطاع، بما في ذلك السيطرة على ممر نتساريم الاستراتيجي والتوجه نحو بيت لاهيا ورفح. كما أعادت القوات الإسرائيلية فرض حصار على شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة.
أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل عدد من كبار مسؤولي حماس، بينهم رئيس حكومتها في غزة. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 400 فلسطيني في هذه الغارات.
الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار
وسط هذا التصعيد، تواصلت الجهود الدولية لإعادة الهدوء إلى المنطقة. تدرس حركة حماس مقترحًا أمريكيًا لتمديد وقف إطلاق النار حتى أبريل، بهدف إتاحة المجال لمفاوضات حول سلام دائم. ومع ذلك، تعقدت المفاوضات بسبب مطالبة حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن. الولايات المتحدة ألقت باللوم على حماس في تجدد الصراع وسقوط الضحايا، مؤكدة أن قبول حماس للمقترح الأمريكي كان سيمنع استئناف الأعمال العدائية.
الموقف المصري والعربي
في سياق متصل، استضافت القاهرة قمة عربية غير عادية في 4 مارس 2025، حيث أقر القادة خطة مصرية لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة بقيمة 53 مليار دولار، مع التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم. تأتي هذه الخطة كبديل لمقترح أمريكي سابق يقضي بالسيطرة الأمريكية على غزة وإعادة توطين سكانها في دول مجاورة.
بالإضافة إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، محادثات مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، تناولت التطورات في غزة وسوريا. تم خلال الاتصال استعراض التحضيرات للقمة العربية وجهود مصر لضمان تثبيت واستدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى خطة إعادة الإعمار مع التأكيد على بقاء الفلسطينيين في أرضهم.
التوترات الداخلية في إسرائيل
على الصعيد الداخلي الإسرائيلي، أقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، مما أثار تساؤلات حول استقرار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. يأتي ذلك في وقت حساس تمر به إسرائيل، حيث تتصاعد العمليات العسكرية في غزة وتتعالى الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار.
الوضع الإنساني في غزة
مع استمرار العمليات العسكرية، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. أفاد مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” بأن الآليات الإسرائيلية المتمركزة على تخوم القطاع تطلق النار بشكل يومي، مستهدفة المناطق التي عاد إليها المدنيون بعد وقف إطلاق النار. كما تم استهداف خزانات المياه، مما يزيد من معاناة السكان.
المواقف الدولية
تواصلت الجهود الدولية لاحتواء الأزمة، حيث أجرى وزير الخارجية المصري محادثات مع نظيره البحريني، عبد اللطيف الزياني، تناولت مستجدات التطورات في غزة والضفة الغربية. أكد عبد العاطي خلال الاتصال على مواصلة مصر لجهودها المكثفة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما بحث وزير الخارجية المصري مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، تطورات الوضع في غزة وسوريا، حيث أكد بلينكن على دعم الولايات المتحدة لجهود التهدئة وإعادة الإعمار في غزة.
تظل الأوضاع في قطاع غزة معقدة ومتوترة، حيث يتداخل التصعيد العسكري مع الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار. في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقودًا على تحقيق تهدئة دائمة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقق الاستقرار في المنطقة.