هل يمكن أن يكون خفض معدل الإنجاب مفتاحًا لتحسين جودة حياة ملايين المصريين؟
كتب/أحمد حسان

في وقت تتسارع فيه التحديات السكانية وتتشابك أبعادها الاقتصادية والاجتماعية، تتجه الدولة بخطى واثقة نحو شراكات علمية ومجتمعية فاعلة، كان أحدثها اللقاء بين نائب وزير الصحة وجامعة المنصورة، لإطلاق مرحلة جديدة من العمل الميداني في تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية 2025-2027.
نحو شراكة تنموية متكاملة: نائب وزير الصحة تبحث مع جامعة المنصورة تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية
في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية وتعزيزًا لرؤية مصر 2030، أجرت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة، زيارة ميدانية إلى محافظة الدقهلية، استهلتها بلقاء مع الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، لبحث آفاق التعاون المشترك في تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية، تحت مظلة مبادرة السيد رئيس الجمهورية “بداية جديدة لبناء الإنسان المصري”.
وخلال اللقاء، ناقشت الدكتورة الألفي سبل توظيف القدرات البحثية والطبية والتعليمية التي تمتلكها الجامعة، في دعم الأهداف الوطنية لخفض معدل الإنجاب وتحسين الخصائص السكانية، مؤكدة أهمية التدخل السريع بالمناطق ذات المؤشرات السكانية المنخفضة، من خلال تفعيل وحدات المشورة الصحية، وتكثيف خدمات ما قبل وبعد الولادة، وزيادة الوعي بالمباعدة بين الولادات، خصوصًا في مناطق مثل المطرية والجمالية وأجا وميت غمر.
وأكدت نائب وزير الصحة أن مصر تشهد انخفاضًا ملحوظًا في عدد المواليد منذ عام 2023، وهو ما يعكس نجاح السياسات الحكومية في ضبط النمو السكاني، مشيرة إلى أن الخطة العاجلة تستهدف خفض معدل الإنجاب الكلي إلى 2.1% بحلول عام 2027، من خلال محورين رئيسيين: التوسع في خدمات تنظيم الأسرة، وتحسين خصائص السكان في مجالات الصحة، والتعليم، وتمكين المرأة.
وشددت على أن الإجراءات الداعمة تشمل إتاحة وسائل تنظيم الأسرة مجانًا في منظومة التأمين الصحي الشامل، وتفعيل العيادات داخل المستشفيات الجامعية، وتدريب الطلاب ميدانيًا، وتحويل وحدات الرعاية الأولية إلى مراكز تدريب عملية، إلى جانب إلغاء رسوم خدمات الخصوبة والمشورة لتشجيع النساء على تلقي الخدمة.
من جانبه، أعرب الدكتور شريف خاطر عن سعادته بزيارة الدكتورة الألفي، مثمنًا جهودها في إدارة الملف السكاني، ومؤكدًا أن مواجهة التحديات السكانية تمثل أولوية وطنية، وأن جامعة المنصورة تمتلك بنية تحتية قوية وخبرة مجتمعية متقدمة تؤهلها لتكون شريكًا فعالًا في تنفيذ الخطة، من خلال تفعيل وحدات المشورة الصحية، وإطلاق قوافل توعوية للمناطق الأكثر احتياجًا، ودمج مفاهيم التخطيط الأسري والصحة الإنجابية في الأنشطة والدورات التدريبية الجامعية.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أشرف شومة، عميد كلية الطب، أن دور الكلية يتجاوز تقديم الخدمة الطبية ليشمل تشكيل الوعي المجتمعي، مشيرًا إلى استعداد الكلية لتطوير البرامج التدريبية ورفع كفاءة مقدمي الخدمة، بما يحقق التكامل بين الجوانب الأكاديمية والتطبيقية.
وفي ختام اللقاء، كرّم رئيس جامعة المنصورة الدكتورة عبلة الألفي بإهدائها درع الجامعة، تقديرًا لإسهاماتها في تطوير السياسات السكانية والصحية، وتكريمًا لجهودها في دعم الشراكة الفعالة بين الحكومة والمؤسسات الأكاديمية.
حضر اللقاء عدد من قيادات الجامعة ووزارة الصحة، في مشهد يعكس حرص الطرفين على تعزيز التنسيق والتكامل لخدمة المواطن المصري وتحقيق تنمية مستدامة قائمة على الإنسان والوعي.