نائب وزير الصحة تجري زيارة موسعة لمحافظة قنا وتؤكد: تدريب الكوادر الصحية وتحسين رعاية حديثي الولادة أولوية قصوى
استقبل اللواء خالد عبدالحليم، محافظ قنا، الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لشؤون السكان وتنمية الأسرة، والمشرف العام على المجلس القومي للسكان، في مستهل زيارتها الميدانية للمحافظة والتي تستمر على مدار يومين، تنفيذًا لتكليفات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بمتابعة تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية.
وخلال اللقاء، استعرضت الدكتورة عبلة الألفي ملامح الخطة العاجلة “بنقرب المسافات”، والتي تأتي بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وتستهدف سد الفجوات في المناطق ذات الأولوية، موضحة أن المرحلة التجريبية انطلقت بمركزي أبوتشت ودشنا بمحافظة قنا، بعد أن أظهرت المؤشرات الحاجة الماسة لتحسين الوضع السكاني.
وشملت الجولة عقد اجتماع المجلس الإقليمي للسكان، وبحث سبل التعاون مع جامعة جنوب الوادي، إلى جانب عقد لقاء مع ممثلي القطاع الصحي الخاص لتأكيد الالتزام ببروتوكولات الولادة القيصرية وتنظيم الأسرة. كما زارت عددًا من المستشفيات لتقييم أوضاعها، تمهيدًا لتأسيس مراكز التميز المعنية بخفض معدلات وفيات حديثي الولادة وتحسين خدمات رعاية المبتسرين.
ويشهد اليوم الثاني للزيارة جولة ميدانية بمركز أبو تشت لرصد تنفيذ الخطة، وقياس التقدم في المؤشرات الصحية والسكانية، مع تحديد الفجوات الجديدة في وحدات الرعاية الصحية. وتزامنًا مع الجولة، تم تنفيذ برنامج تدريبي لأطباء القطاعين الحكومي والخاص حول أساليب إفاقة حديثي الولادة والتعامل مع الحالات الحرجة، ضمن جهود تطوير البنية التحتية والخدمات الصحية للأطفال حديثي الولادة.
وخلال الاجتماع الدوري للمجلس الإقليمي للسكان، الذي ترأسه محافظ قنا بحضور نائب وزير الصحة، تم استعراض الوضع الراهن للمؤشرات السكانية بالمحافظة، والجهود المبذولة لمواجهة التحديات. وقدمت “الألفي” عرضًا مفصلًا لمؤشرات الأداء، مشيرة إلى أن عدد سكان المحافظة بلغ 3 ملايين و674 ألفًا و412 نسمة، وتضم المحافظة 252 وحدة صحية ثابتة، و7 مستشفيات مركزية، و15 عيادة متنقلة، و11 جمعية أهلية نشطة في مجال تنظيم الأسرة.
وأشارت إلى أن معدل الإنجاب الكلي بلغ 3.09 طفل لكل سيدة وفقًا لمسح الأسرة المصرية لعام 2023/2024، بينما سجل 3.46 طفل في المسح الصحي الأخير، في حين تستهدف الدولة الوصول إلى معدل 2.1 طفل لكل سيدة بحلول عام 2027.
وأكدت الألفي أن تحقيق هذا الهدف يتطلب خفض معدلات الحمل غير المخطط، وتلبية الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة، والتي تُقدّر بأنها ستساهم في خفض عدد المواليد بنحو 400 ألف مولود سنويًا. ورغم توافر وسائل تنظيم الأسرة مجانًا، إلا أن نسبة تغطية تلك الوسائل لا تزال تُعاني من فجوة تصل إلى 60%.
كما كشفت نائب الوزير عن موافقة رئيس الوزراء على توفير تمويل لسد العجز في أطباء النساء والتوليد بوحدات الرعاية الأولية، داعية إلى التحول إلى الوسائل طويلة المدى لفعاليتها وانخفاض تكلفتها. وأشارت إلى أن نسبة الاحتياج غير الملبى في قنا بلغت 19.7%، ما يتطلب تدخلات عاجلة ومكثفة.
وكلفت مديرية الصحة بترشيح كوادر صحية لبرنامج “مشاركة المهام” كجزء من خطة سد العجز، مؤكدة أن الخطة العاجلة تستهدف أيضًا القضاء على زواج وعمالة الأطفال، وخفض نسب الأمية، وسوء التغذية، وتمكين المرأة، داعية إلى إجراء تقييم دوري كل 100 يوم لضمان تقدم الخطة.
وأعلنت الألفي انطلاق المرحلة الثانية من الخطة العاجلة خلال الفترة من مايو إلى يوليو، مع التركيز على تطوير مراكز الرعاية وتنمية الأسرة، وتنفيذ ورش تدريبية لمسؤولي الرعاية الصحية بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وفي ختام كلمتها، شددت الألفي على أن النجاح في الملف السكاني يتطلب مقاربة محلية وليس طرحًا عامًا، مشيرة إلى أهمية مراعاة خصوصية كل منطقة، وأن التقدم لن يتحقق إلا عبر شراكة فاعلة بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية.
من جانبه، أكد محافظ قنا أن الزيادة السكانية تمثل تحديًا رئيسيًا يُعيق جهود التنمية، ويؤثر سلبًا على نصيب الفرد من الخدمات الأساسية، ويزيد الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، مشددًا على ضرورة تحسين الخصائص السكانية من خلال حملات التوعية، والندوات الإرشادية، والتركيز على صحة الأم والطفل، لإعداد أجيال قادرة على دعم مسيرة التنمية.
