تقرير : محمد سمير
لابد لي من إعترافات صريحة وقوية أقول فيها بكل وضوح أن مجتمع اليوم أصبح مثيراً للدهشة ، بل أصبح مخيفاً ومفزعاً بسبب ما يحدث فيه من إنحلال وإنحرافات عديدة ولكن أردت في هذا التقرير تسليط الضوء على واحدة من أبرز الظواهر والأفعال المفزعة والتي أصبحت منتشرة بكثرة في مجتمعنا الإسلامي للأسف الشديد ، ألا وهي ظاهرة التحرش الجنسي والإغتصاب .
فالتحرش الجنسي هو أي صيغة من الكلمات الغيرمرغوب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الإرتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الإحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، او الإنتهاك لي أي جسد .
والتحرش الجنسي له أشكال عديدة ، فقد يكون تعليقات سخيفة على أحدهم ، او ملاحظات جنسية على جسد أحدهم ، ويكمن ان يأخذ شكل الملاحقة والتتبع لشخص ما ، او قد يكون تحرش جنسياً مكتمل كافة الأنواع والأشكال .
ويمكن أن يحدث التحرش في اي مكان سواء كانت أماكن عامة او غيرها وهذه النقطة تتوقف علي طبيعة نوع التحرش نفسه كما ذكرنا البعض منها سابقاً .
وأيضاً أسباب هذه الظاهرة عديدة ولكن اهمها هو الإنفتاح الفكري السيئ الذي تسلل إلينا من المجتمعات الغربية التي يكون فيها تلك الظاهرة المثيره للإشمئزاز مباحة .
أما عن مسؤلية هذا الفعل فهي عند البعض مسؤلية الجاني فقط وعند الاخر مسؤلية الجاني والمجني عليه ايضاً ، فقد يكون الدافع للجاني هو المجني عليه ولكن بطريقة غير مباشرة قد تكمن في طبيعة الملابس التي ترديها احداهن أو طبيعة أفعال البعض أو طبيعة الشخصيه نفسها .
وهذا ليس مبرراً لمرتكب هذا الفعل إطلاقاً ، ولكن الإصلاح والانضباط يجيب أن يأتي من الطرفين معاً ، فشوارعنا أصبحت وللأسف الشديد عبارة عن أجساد عارية بجانب دوافع كثيرة لفعل الإنحرافات والمحرمات ، كالمخدرات التي أنتشرت وتعددت منها الأنواع والاصناف التي لم نسمع عنها حتي من قبل .
والتحرش ايضاً لم يقع فقط على الأنثى فقد يأتي على الأطفال ، فلذلك يجب على أولياء الأمور أن يحرصوا أشد الحرص على تعليم أولادهم الأفعال والسلوكيات الصحيحة التي تحمل الأخلاقيات الصحيحة ومبادئ ديننا .
ويجب ايضاً على كل المؤسسات المعنية في الدولة سواء كانت التعلمية أو الإعلامية أو غيرها لابد أن تبرز وتعزز وتبث كل المواد والمحتويات التي تحرم وتجرم فعل هذا الشيئ وغيره من الإنحرافات ، وهكذا تكون ملامح مجتمع بلا تحرش خالي من جرائم الإغتصاب.
