تقارير

الكِبر سم خفي يقتل القلوب قبل أن يميت الجسد

كتبت : منى محمود يوسف 

 

الكِبر ليس مجرد شعور بالعظمة أو الفخر الزائد بالنفس، بل هو داء خفي يتسلل إلى القلوب دون أن يشعر به صاحبه حتى يفسد عليه صفاء روحه ويسقطه من أعين الناس وربما من رحمه الله هو مرض لا يرى بالعين لكنه يكشف في المواقف في كلمة متعالية أو نظرة استصغار أو رفض للحق لمجرد أن صاحبه لا يعجبنا او نستصغره وهو عند الله افضل.

 

_ اول معصيه فى تاريخ الخلق 

 

لقد كان الكِبر أول معصية في تاريخ الخلق حين رفض إبليس السجود لآدم وقال في كبرياء

“أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ”.

ومنذ تلك اللحظة صار الكبر أصل كل انحراف وبداية كل سقوط.

 

_ فرعون ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى )

 

وفي القرآن الكريم قصص كثيرة تجسد نهاية المتكبرين كان أبرزها قصة فرعون الذي طغى وتجبر وقال لقومه متحديًا:

 ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ) 

لم يكتف بالجبروت بل حارب الحق وسخر من موسى عليه السلام حتى أغرقه الله في اليم وجعل منه آيةً لكل من تسول له نفسه التكبر على الخالق والخلق.

لقد جمع فرعون بين كل صور الكبر: كبر المال وكبر السلطان وكبر الجاه فكان جزاؤه أن هلك بكل ما اغتر وتكبر به.

_ قارون ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )

 

وفي قصة قارون نجد وجهًا آخر للكبر رجل ظن أن ثروته دليل على فضله وقال مغترًا:

 ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) 

فخسف الله به وبداره الأرض ليتعلم الناس أن المال مهما زاد لا يغني عن التواضع شيئًا.

وقارون هو نموذج المتكبر الذي يرى نفسه فوق الناس وينسى أن النعم التي بين يديه ليست ملكًا له بل اختبارًا من الله.

إبليس ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) 

حتى في قصة إبليس نجد معنى الكبر في أوضح صوره حين فضل نفسه على آدم بسبب عنصر الخلقة لا بسبب العمل أو الطاعة.

ذلك النوع من الغرور هو الذي يغلق باب التوبة لأن المتكبر لا يرى نفسه مخطئًا أصلًا.

 

الكبر لا يرتبط فقط بالسلطة أو الثروة بل قد يصيب عالمًا بعلمه أو فنانًا بشهرته أو حتى إنسانًا عاديًا حين يرفض الاعتراف بخطئه أو يتعالى على الناس.

 

_ قال رسول الله ﷺ: 

“لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبر”، فلما سُئل عن معنى الكبر قال: “بطر الحق وغمط الناس” أي رفض الحق واحتقار الآخرين.

 

إن أخطر ما في الكِبر أنه يميت القلب ببطء يجعل صاحبه يرى نفسه دائمًا على صواب وينظر إلى الآخرين نظرة ازدراء وتكبر وتعالى 

لكن النهاية دائمًا واحدة:

خسف او غرق او لعنه من الله او سقوط مدو وندم متأخر وعبرة تروى للأجيال.

فما من متكبر إلا وابتلاه الله بمن يذله وما من مغرور إلا وواجه موقفًا يذكره بضعفه الإنساني.

 

فلنتذكر جميعًا أن العظمة لله وحده وأن أجمل ما يرفع الإنسان هو تواضعه.

فالتواضع لا ينقص من قدر أحد بل يكسب صاحبه احترام القلوب قبل العيون.

وكلما ازداد المرء علمًا أو جاهًا أو مكانه وجب عليه أن يزداد تواضعًا لأن الله يحب المتواضعين ويكره المتكبرين

حفظكم الله

دليل اطباء الاجواء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: