أجهزة الأمن
استطاعت أجهزة الأمن، اليوم الأربعاء، من ضبط أحد الأشخاص بالإسكندرية، لقيامه بالنصب والاحتيال على المواطنين من خلال ممارسة أعمال الدجل والشعوذة، من خلال الفيس بوك.
كما أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة، وجود إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يُبدي من خلالها المُعلن قدرته على القيام بأعمال الدجل والشعوذة والسحر نظير مبالغ مالية.
ومن خلال التحريات وجمع المعلومات وبالتعاون مع قطاع الأمن العام، تم تحديد وضبط ممارس أعمال الدجل والشعوذة القائم على إدارة تلك الصفحة، حال تواجده بدائرة قسم شرطة العطارين فى الإسكندرية، وتبين أن له معلومات جنائية، وعُثر بحوزته على هاتفي محمول بفحصهما تبين احتوائهما على الرسائل والمحادثات التي تؤكد نشاطه الإجرامي، والأدوات المستخدمة في أعمال الدجل والشعوذة، ومبالغ مالية من متحصلات نشاطه، وبمواجهته اعترف بنشاطه الإجرامى.
يظل السحر أحد الهواجس فى المنطقة العربية والأفريقية بشكل خاص، والعالم بشكل عام، خاصة فى ظل الترجيح بأن ذلك يعود إلى القبائلية، وظاهرة السحر والشعوذة جريمة اجتماعية يعانى منها المجتمع، وذلك لأنها تدمر البيت والأسرة وهى من الملفات الشائكة التى يجب العودة إلى الاشتباك معها، ومواجهة تداعياتها الخطيرة على المجتمع، فقد انتشرت فى الفترة الأخيرة على بعض القنوات الفضائية إعلانات عن برامج عن السحر وجلب الحبيب وجلب السعادة وجلب المتوفى وغيرها من الخرافات، وتقوم تلك القنوات أيضًا باستضافة هؤلاء الدجالين، لأسباب لا نعلمها ربما لجذب متابعين لهم أو ليس عندهم ما يقدموه للمشاهد أو لتحقيق أرباح مالية لأنها تجارة رابحة، وذلك على حساب خداع المشاهدين البسطاء وتدمير المجتمع.
والسحر يستخدم بشكل كبير فى الوطن العربى، أو ما يطلق عليه “العمل”، وعادة ما يستخدم ضد الفتيات لعدم تزويجهن، حيث تقوم إحدى السيدات، التى تسعى للشر على سبيل المثال بأخذ “أطر”، وهى قطعة قماش من الفتاة، وتذهب بها إلى الساحر وتعطيه الكثير من المال لمنع أى عريس من الزواج بتلك الفتاة كمكيدة فى الفتاة أو أهلها نتيجة أى خلاف، ويقوم الساحر بذلك، كما يمكن أن يستخدم السحر للتفرقة بين الزوج وزوجته بنفس الطريقة، وحينها تقرر الزوجة ترك المنزل دون عودة، أو أن تنتابها حالات من الصرع والمرض وعدم تناول الطعام بحيث تطلب دائما الخروج من المنزل.
فى التقرير التالى، يلقى “الأجواء” الضوء على إشكالية السحر والشعوذة فى التشريعات العربية، وذلك فى الوقت الذى انتشرت فيه مقاطع فيديو على التواصل الاجتماعى عن أشخاص يزعمون إخراج ما يسمى العمل السحرى الذى يقوم الدجالين ومدعين الكرامات بعمله، وهو ما يسبب الأذى للأشخاص، وذلك لأن السحر عمل شيطانى وضد الأخلاق، وقيم وتقاليد المجتمع وضد النظام العام، ويتم انفاق مليارات الجنيهات على هذه الخزعبلات وتكلفة السحر والشعوذة على مصر كبيرة للغاية – بحسب الخبير القانونى والمحامى بالنقض هانى صبرى.
فى البداية – بالرغم من أن ظاهرة السحر والشعوذة ليست حديثة العهد، وإنما لها جذور ممتدة بعيدة فى القدم إلا أنه لم يتم التصدى لها بشكل كاف، وظل القانون غافلا عن معالجتها، والتساؤل الذى يطرح نفسه هنا ما موقف التشريعات العربية من ذلك؟ هل وضعت نصوصا صريحا لذلك حيث أنها جريمة يصعب إثباتها وهى الجريمة التى تناولتها العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية، والوطن العربى متورط فى السحر الشعوذة بكل شرائحه، لاسيما طبقة المشاهير والسياسيين فى كثير من الأحيان، وكذا أهل المال والأعمال – وفقا لـ”صبرى”.
