طالبت أوساط سياسية بارزة في المملكة المتحدة بتجريم مشاركة مجموعة فاغنر العسكرية في غزو بوتين على أوكرانيا، والذي أكمل عامه الأول في 24 فبراير الحالي.
التجريم والإعلان عن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية منظمة إرهابية ليس الأول، فقد سبقت الولايات المتحدة بريطانيا قبل شهر تقريباً بإعلان فاغنر منظمة إرهابية عابرة للحدود، ويسعى حزب العمال البريطاني إلى تصنيف فاغنر كمنظمة إرهابية، في خطوة ستجعل الانتماء أو دعم القوات العسكرية الخاصة، والتي تعمل مع روسيا في أوكرانيا أو حضور اجتماعاتها أو تشجيع دعمها أو حمل شعارها في الأماكن العامة، جريمة جنائية يحاسب عليها القانون البريطاني والدولي أمام المحاكم المختصة، بحسب ما ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية.
فظائع مروعة
طالب وزير خارجية الظل ديفيد لامي، ووزيرة داخلية الظل إيفيت كوبر، حكومة المملكة المتحدة رسمياً بتصنيف مجموعة فاغنر العسكرية على أنها جماعة إرهابية، بعد اتهامها بارتكاب “فظائع مروعة” لخوضها (فاغنر) نزعات وحروب نيابة عن جيش بوتين بقيادة أمير الحرب (طباخ بوتين) يفغيني بريغوزين، في شرق أوكرانيا. وفي بيان مشترك قال لامي وكوبر: “مجموعة فاغنر مسؤولة عن الفظائع المروعة في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم” في إشارة لضرورة معاقبتها.
يتزامن ضغط الدوائر السياسية البريطانية لتجريم فاغنر بعد أنباء تتحدث عن مساعدة إحدى الدوائر الحكومية لمالكها المليونير بريغوزين، في الالتفاف على عقوبات المملكة المتحدة في مقاضاة صحفي بريطاني، فيما تحقق وزارة الخزانة حالياً في كيفية إصدار الوزارة تراخيص للسماح للمحامين بمساعدة بريغوزين في اتخاذ إجراءات قانونية ضد صحفي من شركة بيلنجكات في المملكة المتحدة في 2021، بينما كان الأوليغارشية الروسية (رجال الأعمال في الجمهوريات السوفيتية تربحوا الثروة بسرعة خلال عصر الخصخصة الروسية في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي) يخضعون للعقوبات.
إجراءات مماثلة
ضغط حزب العمال أيضاً الشهر الماضي لحظر الحرس الثوري الإيراني وإعلانه منظمة إرهابية عابرة للحدود بعد إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري. وأشار تقرير صحيفي نشرته صحيفة التلغراف منذ ذلك الحين إلى أن الولايات المتحدة حريصة على عدم وضع بريطانيا مثل هذه التسمية على الفرع الخاص من القوات المسلحة الإيرانية للإبقاء عليها بمثابة “وسيط دبلوماسي” بين البيت الأبيض ونظام طهران.
ومع مرور عام على غزو بوتين غير الشرعي لأوكرانيا، أشارت الأوساط السياسية علانية بالحاجة إلى محاسبة المسؤولين عن دعم أجندة مجموعة فاغنر التي وصفت بـ”الهمجية” وما يتوجب على الحكومة البريطانية من إعلان فاغنر مجموعة إرهابية وحظرها مع اتخاذ نفس الإجراءات تماماً ضد الحرس الثوري الإيراني.
وتتورط فاغنر بمجموعة عمليات دموية في سوريا، وعبر إفريقيا، إضافة لتورطها في مؤامرة لاغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأشهر الأولى من الصراع.
دعم متواصل
الملاحظ أن مطالب حزب العمال تأتي بعد أسبوع واحد من زيارة السير كير ستارمر إلى كييف ولقائه بالرئيس الأوكراني زيلنيسكي، وتعهداته في بقاء وثبات دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا في حربها. وقال متحدث باسم حكومة المملكة المتحدة: “تمتلك المملكة المتحدة بالفعل سلطات كبيرة لفرض عقوبات على الكيانات الروسية، والتي استخدمناها مع حلفائنا لتحقيق تأثير كبير”.
وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على 1500 فرد وكيان بما في ذلك أكثر من 120 من أعضاء الأوليغارشية الروسية الذين يقدر صافي ثروتهم العالمية بأكثر من 140 مليار جنيه إسترليني.