انكبت الدكتورة البروفيسورة سيمونا فرانشيزي خلال الأعوام الـ15 الماضية على دراسة جميع الطرق الممكنة لاستخراج المزيد من المعلومات من البصمات التي يتركها الجناة في مسرح الجريمة، إلا أن نتيجة واحدة لم تكن بالحسبان، إمكانية تخليص النساء من صور الماموغرام.
ما هو الماموغرام؟
هو من أنواع فحص سرطان الثدي عبر استخدام الأشعة السينية المعروفة باسم “الماموغرام” أو التصوير الشعاعي للثدي، والذي يستخدم لفحص السيدات اللاتي يبدون بصحة جيدة، بحثاً عن أي علامات قد تشير إلى وجود خلايا سرطانية بالثدي، حيث يهدف هذا الإجراء إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
ويوضح معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي أن الأجهزة الطبية تدعو عادة النساء للخضوع للفحص الدوري لسرطان الثدي، من أجل الكشف عن وجود السرطان قبل ظهور أي أعراض مرضية، حيث تكون الآفة السرطانية صغيرة جداً بحيث لا يمكن رؤيتها أو ملاحظتها أو الشعور بها. وعندما يتم اكتشاف السرطان في هذه المرحلة المبكرة، يكون علاجه أسهل كثيراً ومعدلات النجاة والتغلب على المرض أعلى بكثير.
سهولة الاستخدام
وأظهرت الدراسة البروفيسورة فرانشيزي التي أجريت التجربة على 15 امرأة، أن العرق على أصابع المرضى يحتوي على بروتينات تسمح للعلماء بكشف سرطان الثدي بدقة 98%. ويمكن للأشخاص أن يخضعوا أنفسهم للفحص في راحة منزلهم وإرسالها العينات عبر البريد، بدلاً من الذهاب إلى المستشفى أو العيادة لعمل صورة أشعة الثدي التي يمكن أن تكون مؤلمة، حيث يجب الضغط على الثديين داخل الجهاز.
استبدال التقنيات القديمة
وتعتقد فرانشيزي وفريقها من الباحثين من جامعة شيفيلد هولام وجامعة شيفيلد أنه في نهاية المطاف – إذا تم تأكيد نتائج الدراسة “برهان المفهوم” في تجارب أكبر – يمكن للعملية أن تحل محل صور أشعة الثدي، بحسب ما نقله تقرير لصحيفة “تايمز” البريطانية.
ويمكن لهذه التقنية الجذرية أن تستخرج أيضاً مدى شدة المرض لدى النساء، من خلال ضغط الشخص أصابعه على لوحة العينة كي يقرأها جهاز الكمبيوتر.
ومن بين 15 امرأة خضعن للاختبار الأولي، 5 نساء كن يعانين من تجمعات ورمية حميدة غير سرطانية، 5 أخريات من سرطان الثدي المبكر، و5 نساء من سرطان الثدي النقيلي المنتشر بأجسادهن. واستطاع الاختبار تشخيص الإصابات بدقة 98% ، وقد نشرت نتائج تلك الدراسة في مجلة Scientific Reports.
وتقول المحاضرة في جامعة شيفيلد وجراحة السرطان في مستشفى دونكاستر رويال إنفيرماري، التي عملت أيضاً في الدراسة، البروفيسور ليندا وايلد: “إن العثور على إشارة كافية في العرق على البصمة والتي بإمكانها الإشارة إلى وجود سرطان الثدي يمثل تحدياً كبيراً. ولكن البيانات التي حصلنا عليها حتى الآن واعدة للغاية. إذا تم التحقق منها وإثبات عملها في التجارب الأخرى، فلديها إمكانات هائلة”.
ويعتزم الفريق الباحث التحقق مما إذا كان يمكن استخدام نفس العملية لأنواع أخرى من السرطانات، ولا سيما سرطان البروستاتا الذي ينطوي على بعض البروتينات نفسها