اخبار عالمية

هل يعدّ كيم ابنته لقيادة كوريا الشمالية؟

كتبت / نيره جمال

تظهر في الصورة عائلة سعيدة. فبعد غياب دام 35 يوماً عن أعين الجمهور، التُقطت صورة كيم جونغ أون الذي زادَ وزنه مؤخراً وهو يتناول الطعام برفقة زوجته ري سول جو وابنتهما كيم جو إي وضباط الجيش الكوري الشماليّ الذين ازدانوا بالميداليات.فهل يجري حاليّاً إعداد ابنة كيم جونغ أون لحُكم كوريا الشمالية؟

وقالت مجلة “سبكتيتور” البريطانية في تقرير أعده إدوارد هويل.إن “الصورة أثارت شائعات بأنها تستعد الآن لتولي القيادة. عندما كُتِبَ عن هذا الحدث، لقبت كيم جو إي بـ “مُوقَّرَة” من وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية التي كانت قد منحَت هذا اللقب سابقاً لقادة كوريا الديمقراطية وحاشيتهم.اليوبيل الماسي لتأسيس الجيش الشعبي الكوري

ووافقت الصورة الذكرى 75 لتأسيس الجيش الشعبي الكوري الذي يُعدُّ القوة العسكرية لكوريا الشمالية التي تأسست عام 1948.

كثيراً ما تُستغل هذه المناسبات فرصةً لعرض أحدث الأسلحة التقليدية والنووية في كوريا الشمالية. فقد شهدَ موكب هذا العام وفرةً من الصواريخ المعروضة. ومن بين الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) الصاروخ هواسونغ -17، وهو أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود السائل في العالم أُميط اللثام عنه أول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

واستعرضت وسائل الإعلام الحكومية تصميماً جديداً لصاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب سيمثل طفرةً تقنية لبيونغ يانغ. ففي ظل عددٍ أقل من الأجزاء المتحركة، ستُطلق صواريخ الوقود الصلب بسرعاتٍ أعلى ويصعب اكتشافها من نظيراتها التي تعمل بالوقود السائل. لقد كان توسيع النطاق التقنيّ وتطور أسلحة كوريا الشمالية أحد الأهداف المركزية لكيم جونغ أون.

المرة الخامسة

وهذه هي المرة الخامسة التي تظهر فيها ابنة كيم جونغ أون علناً. ومع ذلك، لم يكن الأربعاء الماضي يوماً عادياً “يجلب فيه المرء ابنته إلى محل عمله”. فالصواريخ تعني الكثير لكيم جونغ أون وعائلته. وعلى مأدبة يوم الأربعاء، لاحظ المراقبون كيف أنّ ري سول جو، زوجة كيم جونغ أون كانت ترتدي قلادة هواسونغ-17. واتبعت ابنتهما البروتوكول، وهلَّلَت عندما مرَّت الصواريخ.

يُقال إن الابنة الثانية لكيم جونغ أون تبلغ من العمر نحو تسع سنوات. وقبل سنوات من رؤية العالم لها، سرَّبَ لاعب كرة السلة الأمريكيّ السابق سيئ السمعة دينيس رودمان المُقرَّب من الزعيم الكوري الشمالي اسم جو آي إلى الصحف الدولية.

ورغم أنه من الممكن إعدادها وريثاً صريحاً لوالدها، فالوقت وحده هو الكفيل بأن يحسم الأمر. والواقع أنّ وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية لم تكشف عن اسمها. وقد يكون إظهارها في الأماكن العامة وسيلة رمزية لكيم للسماح للنخب والشعب والعالم في كوريا الشمالية بالتعرف على وجهها.

ولعل تجربة الرئيس الخاصة لم تُبارح ذهنة. فلعقود من الزمان، انتظر العالم بفارغ الصبر والده كيم جونغ إيل أن يُحدِّد خليفةً له. وفي سبتمبر (أيلول) 2010، تبدَّدت الشكوك عندما ترقّى كيم جونغ أون إلى ما يُكافئ جنرالاً من فئة الأربع نجوم في الجيش الشعبي الكوري.

وارتدى كيم الشاب المجهول آنذاك عباءة القيادة الكورية الشمالية بعد وفاة والده المفاجئة في ديسمبر (كانون الأول) 2011. وفي المقابل، أُعلِنَ رسمياً عن كيمجونغ إيل خلفاً لكيم إيل سونغ – الأب المؤسس لكوريا الشمالية – في عام 1980، قبل 14 عاماً من وفاة الأول.

دعاية لحكم والدها

وهناك تفسير آخر للظهور العلنيّ لكيم جو آي. فقد اقتصر ظهورها حتى الآن على العروض العسكرية وإطلاق الصواريخ التي لها قيمة دعائية هائلة لحكم والدها. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تفقَّدَ الأب وابنته “المحبوبة” – كما وصفتها وسائل الإعلام الحكومية الكوريّة الشمالية – صاروخاً باليستيّاً عابراً للقارات قبل أن يشاهدا بابتهاجٍ إطلاق الصاروخ.

سلالة بايكدو

ورغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت كيمجو آي سترث دور والدها، ثمة رسالة واحدة أصبحت واضحة وضوح الشمس، وهي أنّ نظام كيم ليس وحده الذي خُلِقَ ليبقَى، بل وكذلك كوريا الشمالية ذات القدرات الصاروخية والنووية الآخذة في التوسع. وستُحْفَظ “سلالة بايكدو” الثمينة باستبقاء القيادة داخل عائلة كيم.

وهناك اعتبار آخر بشأن ما إذا كانت كيم جو آي ستخلف والدها يتعلق بالمجتمع الأبوي في كوريا الشمالية. فقد كثرت تكهنات مماثلة خلال غياب كيمجونغ أون في عام 2020، عندما افترض كثير من المراقبين أنه ربما مات، وما إذا كان الأوان قد آن لتتقلد شقيقته الصغرى القاسية كيم يو جونغ منصبه.

هل تقود المرأة البلاد؟

ورغم أن هذا أمر مُستبعد، برأي التقرير، ليس من المستحيل على المرأة أن تقود. قد يرغب كيمجونغ أون في الانفصال عن الطبيعة التي يهيمن فيها الذكور تاريخياً على الجيش الكوري الشمالي ومسؤولي الحزب إذا سمح ذلك لسلالة كيم بالاستمرار.

ورغم ندرة ذلك، فليس من غير المعتاد أن تتقلد النساء مناصب قيادية عليا في الدولة. فقد ترقّت تشوي سون هوي، مفاوضة كوريا الشمالية لاذعة اللسان التي شاركت في الاجتماعات بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون، في يونيو (حزيران) من العام الماضي إلى منصب وزير الخارجية. وفي الوقت نفسه، ليس من السهل أن تتولى امرأة منصب القائد الأعلى.

يؤكد التاريخ على وجوب عدم التسرع في الاستنتاجات. ولكن حتى لو تبين أن الزعيم القادم للمملكة المنعزلة ليس كيمجو إي، فإن الشابة كيم ستكبر بالتأكيد داخل دولة ذات قدرات نووية وصاروخية آخذة في التوسع. والأسلحة النووية لكوريا الشمالية لن تُبارح مكانها، ويريد كيمجونغ أون أن يعرف العالم أن عائلته سيُقدَّر لها البقاء أيضاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: