كيف جنّدت حماس فلسطينيين دون علمهم؟
كتبت / نيره جمال
عملت حركة “حماس” الفلسطينية في قطاع غزة على استغلال عدد من الشباب الفلسطينيين دون علمهم بهدف إيصال ذخيرة وأسلحة للمُسلحين التابعين لها.
وذكرت “معاريف” أنه في الأسابيع الأخيرة، قام جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” والجيش الإسرائيلي والشرطة بجهود استخباراتية أدت إلى كشف نشطاء حماس من غزة الذين استغلوا الشباب الفلسطينيين في الضفة الغربية، في عدد كبير من الحالات دون علمهم، كمساعدين في تنفيذ عمليات مُسلحة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير أن “تصرفات حماس والمنظمات المُسلحة الأخرى في قطاع غزة ستؤدي إلى تقليص عدد تصاريح الدخول للتجار والعمال من غزة إلى إسرائيل”، والمؤسسة الأمنية ستمنع تصاريح الدخول إلى إسرائيل.
وذكرت معاريف أن هذا النشاط الحمساوي تديره عناصر “مقر الضفة”، وهي هيئة تابعة للحركة تضم المفرج عنهم في صفقة جلعاد شاليط، والذين يعيشون الآن في الضفة الغربية.
ورصدت الصحيفة الطريقة التي اتبعتها حماس، حيث أخفى النشطاء في غزة هويتهم الحقيقية وتظاهروا بأنهم شركات وكيانات تجارية مختلفة وقاموا بتجنيد الشباب الفلسطينيين في الضفة على هيئة “عمل مدفوع الأجر”، وطلبوا منهم مجموعة متنوعة من المهام مثل تحويل الأموال لشراء أسلحة للهجوم وتسليم طرود مغلفة تحتوي على أسلحة أو ذخيرة.
وتُوجه الأدوات القتالية والأموال إلى نشطاء حماس في قطاع غزة الذين تم تكليفهم من قبل القيادة في قطاع غزة لتنفيذ العمليات.
المرحلة الأولى
وكشفت الصحيفة مراحل عملية التجنيد من خلال عدد من التجارب، بما فيها تجربة الشاب سلام زيد، قائلة: “في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، تلقى سلام زيد البالغ من العمر 27 عاماً من سكان مخيم الجلزون للاجئين طلباً من حساب شخصي على فيس بوك باسم خالد طالب، عرض عليه العمل في شركة توصيل تركية تعمل في الضفة الغربية مقابل أموال.
في البداية، طُلب من سلام تحويل مبالغ مالية بقيمة آلاف الدولارات بين مناطق مختلفة مثل بيت لحم ورام الله والخليل، دون أن يدرك أن هذه الأموال كانت تستخدمها حماس، وعلى هذه الخلفية، فإن تحقيقات الشاباك كشفت أن بعض الأموال وصلت إلى المجندين من خلال تجار عملات رقمية تم استخدامهم أيضاً من أعضاء حماس.
المرحلة الثانية
وفقاً للصحيفة، عندما أصبحت المهمات مشبوهة أكثر فأكثر، قدم “خالد طالب” نفسه على أنه شخص يعمل لصالح عائلة القيادي الفلسطيني محمد دحلان، وأرسل سلام لشراء أسلحة وذخيرة بمساعدة ابن عمه أحمد زيد البالغ من العمر 27 عاماً ويعيش أيضاً في مخيم الجلزون، ولم يكن يعلم أيضاً ان عناصر حماس يستغلونه.
وفي إحدى عمليات الشراء، طُلب من سلام نقل بندقيتين اشتراهما لمسؤول في قرية حوارة، فتوجه إلى نقطة الالتقاء وسلم السلاح لأخوين من قرية جماعين بقلقيلية واسمهما محمد ومحمود غازي. وبعد بضعة أسابيع، في 9 سبتمبر (أيلول) 2022، استخدم الأخوان غازي أسلحتهما لتنفيذ هجوم إطلاق نار من سيارة على موكب إسرائيلي كان يسير على الطريق 60 بالقرب من قرية حوارة.
قصة محمد يزن جابر
وعرضت الصحيفة قصة أخرى تتعلق بشاب يدعى محمد يزن جابر يبلغ من العمر 21 عاماً، من سكان بلدة الرام شرقي القدس، والذي رد على إعلان على موقع فيس بوك يطلب عمالاً لمطعم، فاتصل به عبر غرفة الدردشة رجل أطلق على نفسه اسم “أبو علاء”، وطلب منه تسليم عبوات عطور في جميع أنحاء الضفة الغربية مقابل أجر.
المرحلة الثالثة
أما عن الخطوة الثالثة والأخيرة فتتمثل بشراء الأسلحة التي يتم تحويل المال من أجلها. ولتحقيق ذلك، يتم استخدام مبعوثي حماس في الضفة الغربية الذين يهتمون بالاتجار بالعملات الرقمية، ويستخدمون هويات زائفة. وتحوّل تلك الأموال إلى المحطة التالية في سلسلة نقل الأموال لشراء السلاح.