طرق الاحتفال بالمولد النبوي في البلاد الإسلامية
تقرير: ياسمين ياسر
يحتفل المسلمون حول العالم بالمولد النبوي الشريف، بناءً على استطلاع دار الإفتاء المصرية، هلال شهر ربيع الأول من خلال لجانها الشرعية المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية.
وتختلف طرق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والتي قالت بخصوصها دار الإفتاء المصرية إنها من أحب الأعمال ودليل على حب النبي “صلى الله عليه وسلم”، وشملت طرق الاحتفال المباحة.
ويأتي المولد النبوي الشريف 2022 في بعض الدول الإسلامية يوم الأحد الموافق 9 أكتوبر، وتقدم المصري اليوم لقرائها في السطور التالية، موعد المولد النبوي الشريف 2022 بمختلف الدول العربية، والذي يتراوح بين يومين.
وتستعرض مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في الدول العربية والإسلامية، ومنها:
في مصر
يحرص المصريون على الاحتفال به مثل عيدي الفطر والأضحى، كما احتفظوا بالعادات والتقاليد التي اعتاد عليها آباؤهم وأجدادهم، وتعتبر حلوى المولد لها الدور الأساسي والحاضر بقوة في هذه المناسبة.
ويبدأ التجار بإقامة الشوادر قبل موعد المولد بحوالي شهر ويتم عرض الحلوى بكل أشكالها والوانها ويزين الشادر بعرائس مولد النبي التي يحرص المصريين على شرائها وتقديمها كهدايا لبعضهم البعض، وبالتالي تظهر القاهرة الكبرى وكافة محافظات مصر في أبهى صورة لها.
وعند حلول يوم الثاني عشر من ربيع الأول تقوم السيدات بطهي أشهى الأكلات احتفالًا بهذا اليوم المبارك الذي شهد مولد أشرف الخلق سيدنا محمد، وتقيم الطرق الصوفية بالمساجد مجالس للذكر
في السودان
منذ بداية شهر ربيع الأول يبدأ الاحتفال بهذا اليوم وحتى يوم الثاني عشر، وفي مدينة أم درمان وتحديدًا منطقة الخليفة تقام الشوادر والخيام لبيع الحلوى وأشهرها هناك “السمسمية”، فضلًا عن مجالس الذكر والإنشاد الديني وتقديم الطعام للمحتفلين ومن أشهر الأكلات في هذه المناسبة “الثريد”.
في الجزائر
يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمثل هوية الشعب الجزائري، حيث يبدأ الاحتفال به فور غروب الشمس، إذا تقوم العائلات بطهي الأكلات الجزائرية خصيصا لهذه المناسبة مثل الرشتة والشخشوخة والتريدة، وتتجمع الأسر ليلا لاحتساء الشاي وأكل الحلوى كأحد طقوس هذه المناسبة وسط نور الشموع وعبق العنبر الذي لا يكاد يخلو منه أي بيت جزائري في هذا العيد.
ويحين موعد إجازة المولد النبوى 2021، يوم الثلاثاء الموافق 19 أكتوبر، وسوف يتم منح إجازة المولد النبوي، يوم الخميس الموافق 21 اكتوبر2021، طبقًا لقرار مجلس الوزراء.
وأجازت دار الإفتاء المصرية الاحتفال بـ المولد النبوي وأنه ليس بدعة ، فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» ويعد هذا الحديث أصل في الاحتفال والاهتمام بالمولد النبوي.
قالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال بالمولد النبوي ذكرى ميلاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الـ18 من أكتوبر الجاري، هو أمر جائز شرعاً وأنه ليس «بدعة».
ونشرت دار الإفتاء المصرية بياناً عبر موقعها الرسمي عن جواز الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف جاء فيه:
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «إِنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه الحاكم في «المستدرك» وقال عَقِبَهُ: [صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ] اهـ. ورواه مسلم
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -». هذا الحديث أصل في الاحتفال والاهتمام بالمولد النبوي الشريف، حيث إنه صلى الله عليه وآله وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام.
وتابعت دار الإفتاء : «وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة، وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإِلهي معلوم قطعا من الشريعة، ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم، وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي، ووجوده بين أظهرنا، وهدايتنا لشريعته، مما تقره الأصول».
وأضافت: «ولقد كان الاحتفال هنا من قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منصبًّا ومبنيًّا على أصغر وحدة بنائية في الزمن الكامل، وهو اليوم، فلم يصم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة في السنة، ولا مرة في الشهر، ولكن نفس اليوم، كل يوم اثنين، فلا يوجد أصغر من اليوم كوحدة زمانية، وبالتالي كان صيام ذلك اليوم مرات كثيرة جدا، الله أعلم متى بدأها سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام من عمره الشريف».
وأشارت دارالافتاء : «ورغم إفادة الحديث القطعية واليقين في عموم الاحتفال والاهتمام بهذه اليوم فلا تزال ثلة من خوارج العصر تصر على بطلان المعنى والمغزى المستفاد من الحديث. حصلت مداولات وأخذ ورد كثير استغرق عشرات بل مئات السنين في الاحتفال بالمولد النبوي الشريعة، واستخرج المؤيدون أدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس. فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ وهو يفيد سنية واستحباب تذكر الأيام العظيمة القدر لا في حياة المسلمين فقط وإنما في مسيرة أهل الأرض جميعا، ولا شك أن يوم مولد سيد الخلق هو من أحق الأيام وأولاها بالتذكر والاحتفال والاهتمام. ومن السنة: الحديث الذي بين أيدينا وقد بينا وجه الاستدلال به هنا».
وواصلت دار الإفتاء في بيانها: «واحتج الشيخ ابن الجزري (الإمام في القراءات والمتوفى سنة 833هـ) بخبر أبي لهب الذي رواه البخاري وغيره عندما فرح بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأعتق (ثويبة) جاريته لتبشيرها له، فخفف الله عقابه وهو في جهنم؛ فأشار إلى أنه إذا كان هذا الكافر الذي نزل القرآن بذمِّه جوزي -وهو في النار- بفرحه ليلة المولد؛ فما حال المسلم الموحد من أمته حين يُسرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته. وأما الإجماع: فهو استمرار العمل بالاحتفال بالمولد النبوي إلى يومنا هذا في جميع البلدان العربية والإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي».