اخبار عالمية

حرب أوكرانيا توحد الأوروبيين ضد “زلاّت بوتين”

كتبت / نيره جمال

كان التقدير الخاطئ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن الرأي العام الأوروبي من بين زلاته العديدة التي ارتكبها في هذا الصراع.

نتيجة للارتفاع المفاجئ في أسعار الطاقة في الأسابيع الأولى من الحرب، أمل الكرملين وحلفاؤه السياسيون بظهور حركة شعبية تعارض دعم أوكرانيا، لكن ذلك لم يتحقق في أي بقعة من بقاع أوروبا.

ومع ذلك، قال بيار هاسكي في موقع “راديو فرانس” إن روسيا كانت محقة بشأن قياس رد الفعل في المناطق التي نطلق عليها لقب “الجنوب العالمي”، حيث يدفع الغربيون ثمن الكثير من غطرستهم في الماضي. ففي هذه البلدان تتوافق وجهة نظر الحكام مع الرأي العام الذي لا يحمل نفس النظرة النقدية للتصرفات الروسية.

تدعم دراسات متعددة هذه الملاحظة التي تُفيد بدعم موقف الغرب في الداخل الأوروبي، لكن هذا الدعم يضعف على المسرح العالمي. فالأمور في أوروبا واضحة وجلية.

دعم أوروبي كبير لأوكرانيا

يُظهر مقياس Eurobarometer الذي نُشر الأول من أمس أن غالبية الأوروبيين يدعمون أوكرانيا، مع وجود شبه إجماع على المساعدات الإنسانية واستقبال اللاجئين، في حين تحظى المساعدات الإنسانية بتأييد مقداره 77%، و65٪ لتمويل الاتحاد الأوروبي لشراء وتسليم المعدات العسكرية إلى أوكرانيا. أما في فرنسا، فتقل نسبة تأييد مسألة الأسلحة عن المتوسط الأوروبي بقليل، حيث بلغت نسبة المؤيدين 60٪.

منذ عام، كان مذهلاً أن نرى كيف أثار غزو أوكرانيا نفس المشاعر في أوروبا من أقصاها إلى أقصاها.

وقد ظهر هذا بشكل خاص في استقبال اللاجئين الأوكرانيين، الذين تم استقبال الملايين منهم دون أي معارضة – وهو تناقض صارخ ، ودعنا نعترف بأنه يبعث كذلك على الحرج – مقابل رفض اللاجئين السوريين قبل ست سنوات.

وبعد مضي عام كامل، لا يزال ملايين الأوكرانيين مشتتين في جميع أنحاء أوروبا، ولم يضعف التضامن معهم.

وكما تظهر الأرقام، لم تهن عزيمة أوروبا تجاه أوكرانيا، ولم تظهر بها حركات تتسم بالأنانية تدعو إلى التضحية بأوكرانيا مقابل الحصول على الغاز الروسي، كما حدث في اتفاق ميونيخ إبّان الحرب العالمية الثانية وتم التضحية بالضحية لتهدئة العدوان النازي.

وهذا أمر لافت للنظر، خاصة مع وجود فائض من القوى السياسية في فرنسا وفي أماكن أخرى كانت، ولا تزال في بعض الأحيان، تتواطأ مع بوتين.

لكن الأمر في بقية دول العالم متفاوت. وتُظهر دراسة أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كيف عاد انعدام الثقة تجاه الغرب بالنفع على روسيا في بعض الدول الكبرى غير الأوروبية.

ويصدق ذلك بالطبع في الصين، التي تنقل أجهزتها الدعائية بشكل ممنهج وجهة نظر الكرملين؛ وكذلك أيضاً في تركيا، إحدى دول الناتو، والهند والبرازيل، حيث تختلف النظرة تجاه هذه الحرب اختلافاً تاماً.

ويوم الخميس الماضي، امتنعت 32 دولة عن التصويت الذي دعا إلى الانسحاب “الفوري” للقوات الروسية من أوكرانيا، بما في ذلك الصين والهند. في حين صوتت 141 دولة لصالح القرار وعارضته 7 دول.

فشل روسي في تقسيم الرأي الغربي

ومع ذلك، يرى التحليل أن هذا الانقسام لا يمثل ترضية كافية لفلاديمير بوتين حيث لا يؤثر الأمر على مسار الصراع ولو بالقليل.

وبذلك لم تنجح جهود الكرملين على مدار سنوات طويلة في تقسيم الرأي العام الغربي وفي خلق توازن مقابل الصور التي تخرج من هذه الحرب. ويرغب الأوروبيون في إنهاء هذه الحرب، لكن ليس بالتضحية بالأوكرانيين.

دليل اطباء الاجواء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: