
منذ نشأة الصراع العربي الإسرائيلي، لعبت المرأة المصرية دوراً وطنياً بارزاً، ليس فقط في ميادين القتال والسياسة، بل أيضاً من خلال الكلمة والقلم.
وقد كان للصحفيات المصريات دور محوري في التصدي للمشروع الصهيوني، وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال الصحافة والإعلام.
ساهمت الصحفيات المصريات في بناء وعي شعبي قوي تجاه القضية الفلسطينية، من خلال تغطيات صحفية، وتقارير ميدانية، ومقالات رأي، فضلاً عن اللقاءات والتحقيقات التي سلطت الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، والانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين.
وقد استخدمن الصحافة كسلاح مقاومة، إذ لم يكن التصدي لإسرائيل مقتصراً على السياسة أو السلاح فقط، بل كانت الكلمة الحرة أقوى من الرصاصة أحياناً. كما لعبن دوراً مهماً في مواجهة التطبيع الإعلامي والثقافي مع الكيان الصهيوني، فرفضن تزييف الحقائق أو التعامل مع الإعلام الإسرائيلي.
ولم يكن هذا الدور مجرد كلمات عابرة، بل جسّدته صحفيات مصريات بأقلامهن ومواقفهن الجريئة، ومن أبرزهن:
أمينة السعيد: كانت من أوائل الصحفيات المصريات اللاتي تبنين قضايا الأمة العربية في مقالاتهن، وكان لها موقف قوي تجاه الاحتلال الإسرائيلي وضرورة مقاومته بكل السبل.
عبلة الرويني:
إلى جانب دعمها لقصيدة “لا تصالح”، كتبت:
“لا يمكن أن نُهادن مغتصبًا… التطبيع مع إسرائيل هو صك استسلام، لا اتفاق سلام.”
“كل يدٍ تمتد لإسرائيل هي يد تُصفع بها فلسطين.”
هالة فهمي :
رفعت علم فلسطين على الهواء مباشرة، وقالت:
“نحن إعلام دولة تعرف من هو العدو… ولن نجمّل صورة قاتل الأطفال!”“
لا تسألوني عن الحياد.. الحياد بين القاتل والضحية جريمة إعلامية.”
فريدة النقاش: من أبرز الكاتبات اللواتي طالما دافعن عن فلسطين، وكانت تكتب باستمرار عن حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، ورفض التطبيع مع إسرائيل.
فريدة الشوباشي:
واحدة من أقوى الأصوات النسائية المناهضة لإسرائيل منذ عقود، تقول:
“إسرائيل كيان قاتل… قام على الدم، ويستمر عليه!”
“كل من يطبع معها خان التاريخ والجغرافيا والدين والإنسانية!”
“أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ومعاداة إسرائيل ليست خياراً بل واجب.”
سناء البيسي وغيرهن كثيرات، كتبن مقالات جريئة تنتقد السياسات الإسرائيلية وتدعم الحقوق الفلسطينية بشكل واضح.
هند الضاوي: صحفية ميدانية ومراسلة معروفة، ساهمت بتقاريرها وتحقيقاتها في كشف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وسلطت الضوء على معاناة الأطفال والنساء في مناطق الصراع. وقدّمت تغطيات ميدانية شجاعة من مناطق التوتر، مما جعلها واحدة من الأصوات النسائية البارزة في دعم القضية.
الصحفيات الميدانيات: كثير من الصحفيات الشابات المصريات عملن على تغطية أحداث الانتفاضات الفلسطينية، وبعضهن دخلن غزة لنقل معاناة السكان أثناء الحروب، ما عرّضهن لمخاطر كبيرة.
لم تكن الصحافة النسائية المصرية صامتة يوماً أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بل كانت صوتاً قوياً في معركة الوعي والمقاومة.
فبدورهن الشجاع، أثبتت الصحفيات المصريات أن المرأة ليست فقط مناضلة في بيتها أو مجتمعها، بل أيضاً مناضلة بالكلمة في وجه الظلم والاحتلال.