حذر العشرات من المشرعين بمختلف الولايات الأمريكية، في رسالة تم إرسالها إلى الكونجرس، من خطورة تمرير بند تنظيم الذكاء الاصطناعي، ضمن مشروع الميزانية الذي يحدد أولويات إنفاق أجندة ترامب.
ويهدف مشروع الميزانية، الذي تم إقراره بأغلبية صوت واحد فقط، إلى تمويل بعض إصلاحات ترامب الضريبية، مثل تمديد تخفيضاته الضريبية لعام 2017، وإلغاء ضريبة الإكراميات، وتطبيق تخفيضات على عدة برامج، وتوسيع الإعفاءات على قروض السيارات، وتنظيم الذكاء الاصطناعي.
البند السخيف
ولكن مجموعة من المشرعين من الحزبين في الولايات المختلفة، بحسب صحيفة common dreams، وصل عددهم إلى ما يقرب من 260 شخصًا، حذروا نظرائهم في مجلسي الشيوخ والنواب، من خطورة تمرير ما وصفوه بالبند السخيف الذي يحظر التنظيم المحلي للذكاء الاصطناعي.
وأكد المشرعون، أن الفكرة التي تعتمد عليها إدارة ترامب بأن الولايات المتحدة قادرة على تحمل التوقف لعقد كامل عن تنظيم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي تزداد قوة يومًا بعد يوم، تعتبر فكرة مثيرة للسخرية إذا لم تكن مروعة في الأساس.
الابتكار والتطوير
وبحسب مشروع قانون ترامب الضخم الخاص بالضرائب والإنفاق، يمنع بند الذكاء الاصطناعي الهيئات التشريعية في جميع الولايات من إصدار أي قوانين خاصة بتلك التكنولوجيا لمدة 10 سنوات على الأقل.
ويرى مشرعو الولايات، أن ذلك الأمر من شأنه أن يعيق النقاش الديمقراطي حول سياسات الذكاء الاصطناعي ويجمد في الوقت نفسه أي فرصة أو مجال أمام الابتكار لتطوير أفضل الممارسات لحكومة الذكاء الاصطناعي، واصفين التجارب بأنها أمر حيوي.
صورة تعبيرية
أضرار تاريخية
ويهدد الوقف الفيدرالي لسياسات الذكاء الاصطناعي، من وجهة نظرهم بإلغاء القوانين التي أصدروها من قبل لتنظيم هذه الأمور، مشيرين إلى أنهم بذلوا جهودًا حثيثة خلال السنوات الماضية لحماية الناخبين الأمريكيين من أوضح وأخطر أضرار الذكاء الاصطناعي.
هذا الأمر لو تم الموافقة عليه، سيترك الأمريكيين والبلاد بأكملها أمام أضرار تاريخية، وسيقيد أيدي المشرعين في الولايات أثناء محاولاتهم معالجة التهديدات الجديدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الانترنت.
تهديدات ومخاوف
ومن ضمن التهديدات والمخاوف المستقبلية، عمليات الاحتيال التي ينشئها الذكاء الاصطناعي وتستهدف في المقام الأول كبار السن، بجانب التحديات التي يفرضها على الاقتصاد المتكامل مع الذكاء الاصطناعي على العمال والفنانين والمبدعين.
أما خبراء التكنولوجيا، بحسب صحيفة واشنطن بوست، فيرون أن “البند السخيف” في مشروع قانون الميزانية، يشكل صفعة في وجه المشرعين الذين اتخذوا إجراءات لحماية ناخبيهم من الأضرار، وهدية مبطنة لشركات التكنولوجيا الكبرى التي ستستفيد نتيجة لعدم وجود إشراف كامل.
طريق صعب
ولكن أنصار بند الذكاء الاصطناعي في مشروع قانون المصالحة يروون أن اللوائح المختلفة على مستوى الدولة من شأنها أن تضع حواجز أمام شركات التكنولوجيا وتمنعها من المنافسة دوليًا في تطوير الذكاء الاصطناعي.
وبعيدا عن هذا البند، من المنتظر أن يواجه مشروع القانون، طريقًا صعبًا داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث حذر صقور المالية في المجلس من أن تخفيضات الإنفاق وعدم تطابق الحسابات سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الديون، يمكن أن تصل إلى 3.8 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.
