القدس – تواجه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطر الانهيار بعد إعلان حزب “يهودية التوراة المتحدة”، أحد أبرز مكونات الائتلاف الحاكم، انسحابه من الحكومة احتجاجًا على خطط فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الرجال الأرثوذكس المتشددين.
وقال كبار الحاخامات في الحزب، الذي يمثل طائفة “الحريديم” اليهودية المتشددة، إنهم قرروا سحب الدعم السياسي للحكومة في أعقاب تصاعد الخلافات بشأن تجنيد أتباعهم، معتبرين أن هذه الخطوة تهدد نمط حياتهم الديني وتخالف المبادئ التي تأسس عليها التحالف مع نتنياهو.
ويمتلك حزب “يهودية التوراة المتحدة” 7 مقاعد في الكنيست من أصل 120، فيما تعتمد حكومة نتنياهو اليمينية على أغلبية ضئيلة تبلغ 68 مقعدًا، ما يجعل انسحاب الحزب ضربة قوية قد تفقد الحكومة تماسكها في البرلمان.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تمر فيه إسرائيل بأزمة داخلية متصاعدة، وسط الحرب المستمرة في غزة والحديث عن نقص كبير في أعداد الجنود الجاهزين للخدمة، وهو ما دفع المحكمة العليا في صيف عام 2024 إلى إصدار قرار يقضي بإنهاء الإعفاء التقليدي للمتدينين المتشددين وإلزامهم بالخدمة العسكرية.
وتسببت هذه القضية، التي كانت دائمًا محور توتر داخل الائتلاف الحاكم، في انقسامات سياسية حادة، خاصة بعد فشل الحكومة في تمرير قانون جديد يضمن استمرار إعفاء الحريديم من التجنيد.
ومن المتوقع أن تحاول المعارضة استغلال هذه الأزمة السياسية للدعوة إلى حل البرلمان خلال الأسبوع المقبل، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى احتمال خسارة نتنياهو في الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.
