تفاصيل جديدة عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة: تفاؤل حذر وإشارات لاختراق محتمل
كتبت /صفاء طاهر علي

غزة – تتزايد المؤشرات الإيجابية حول إمكان التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد إعلان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عن “انطباعات جيدة جداً” بشأن مسودة مقترح جديد قدمته واشنطن إلى كل من إسرائيل وحركة حماس.
وقال ويتكوف، في تصريحات صحفية، إن المقترح بصيغته الحالية يحمل فرصًا حقيقية للتوصل إلى تهدئة، مضيفًا: “أشعر بتفاؤل كبير إزاء إمكانية العمل على مسارين متوازيين، أحدهما لوقف إطلاق نار مؤقت، وآخر لاتفاق أطول مدى قد يفضي إلى إنهاء الصراع”.
أبرز ملامح المقترح الأميركي
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن المقترح الأميركي الجديد يتضمن وقفًا لإطلاق النار يمتد لـ60 يومًا، بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق نهائي، وذلك بشروط محددة. وخلال هذه الفترة، ستُستأنف المفاوضات بشأن القضايا الجوهرية المرتبطة بإنهاء الحرب.
ومن أبرز البنود التي كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية:
• إفراج حماس عن 9 أسرى أحياء و18 جثمانًا، على أن يتم ذلك على دفعتين خلال أسبوع.
• إفراج إسرائيل عن 125 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام المؤبدة، إلى جانب 1111 معتقلاً اعتقلوا بعد هجوم 7 أكتوبر.
• تسليم جثامين 180 مقاتلاً فلسطينياً سقطوا خلال العمليات الأخيرة.
• انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا في القطاع.
• توزيع المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، وليس من خلال الشركة الأميركية التي كانت تتولى ذلك سابقًا.
ضمانات لحماس… وجدلية القرار الإسرائيلي
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن جوهر الخلاف ما زال يدور حول طبيعة الضمانات التي يمكن أن تطمئن حركة حماس بشأن عدم استئناف إسرائيل القتال بشكل منفرد. ووفقًا لتقارير، فإن الصيغة الجديدة تسعى لتقويض قدرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرار أحادي باستئناف الحرب، في حال جمود المفاوضات.
كما أشار تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي إلى أن المقترح المحدث، رغم تشابهه مع مبادرات سابقة، إلا أنه يتضمن تعديلات جوهرية في اللغة تتيح اعتباره “نقطة انطلاق نحو إنهاء الحرب”، وليس فقط اتفاقًا لتبادل الأسرى.
تفاؤل مشوب بالحذر
ورغم عدم صدور ردود رسمية حتى اللحظة من الطرفين المعنيين، إلا أن التفاؤل الأميركي يُقابَل بحذر في أوساط المحللين، خاصة في ظل التوتر السياسي الداخلي في إسرائيل، واستمرار العمليات الميدانية في غزة.
وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا المقترح سيفتح بابًا نحو نهاية محتملة للصراع المستمر، أم أنه سيكون مجرد محطة أخرى في مسار طويل من التفاوض المعقّد.