في ظل تطورات معقدة على الساحة الدولية والإقليمية، تتحرك إيران بخطى محسوبة نحو تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع حليفيها التقليديين، روسيا والصين، مع تصاعد حدة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. تأتي هذه الديناميكيات في وقت تتصاعد فيه التوترات، خصوصًا مع المخاوف المتزايدة من محاولات إسرائيل لعرقلة أي تقارب قد يحدث بين طهران وواشنطن.
ا
أجرت إيران جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، في خضم تصاعد الضغوط والمخاوف داخل المنطقة. وفي هذا السياق، قام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بزيارة إلى بكين بعد محادثات مماثلة في موسكو، مما يعكس تحرك دبلوماسي ذكي من قبل إيران في هذه المرحلة الحساسة.
وفي حديثه مع أحد المجلات أكد المحلل السياسي محمد صالح صدقيان بأن إيران تحاول اتخاذ خطوات متعددة الجوانب لتأمين اتفاق نووي، مشيرًا إلى ضرورة درء تأثيرات القوى الخارجية على مسار هذه المفاوضات. وقد استشعر الخبراء أن تل أبيب لا تسعى فقط لإفشال الاتفاق، بل تسعى أيضًا إلى خلق بيئة ضغط تصعب من تقديم واشنطن أي تنازلات.
تضارب الأجندات:
تكشف تصريحات الباحثة رندا سليم عن عمق التباين بين الأجندات الأمريكية والإسرائيلية. فعلى الرغم من الدعم التاريخي الأميركي لإسرائيل، إلا أن ترامب يبدو أنه يميل نحو تقبل التفاهمات المحتملة مع إيران، مما يتيح له مساحة من المناورة في المفاوضات. وفي حين أن لدى نتنياهو تطلعات تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، إلا أن واشنطن تتجه نحو هدف منع إيران من إنتاج القنبلة النووية فقط.
شراكات أم أوراق تفاوض؟
تشدد تصريحات صدقيان على أن العلاقات الإيرانية مع روسيا والصين ليست تحالفات استراتيجية بالمطلق، وإنما ترتكز على مصالح براغماتية مشتركة. وبالرغم من أن الصين تدعم إيران بعلاقات اقتصادية وتعهدات ضخمة تمتد لعقود، إلا أن كلا الطرفين يشتركان في مزايا التعامل التكتيكي.
وفي الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات، تبرز إسرائيل كمعارض رئيسي، حيث تشكل محاولة نتنياهو في إحباط التفاهمات النووية تهديدًا مستمرًا لاستقرار المنطقة. يتزايد التحدي أمام إيران وواشنطن، فهل ستنجح طهران في استثمار علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا والصين لتعزيز موقفها في هذه المفاوضات، أم ستتغلب التوترات الإسرائيلية على فرص السلام الدائم؟ الأيام القادمة ستكشف عن إجابات هذه الأسئلة المعقدة.
