
كشف مسؤول رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الخميس، أن روسيا تكبدت خسائر بشرية بلغت نحو 900 ألف جندي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، والتي بدأت في 24 فبراير 2022، وفقًا لتقييمات رسمية للحلف.”روسيا تكبدت خسائر بشرية بلغت نحو 900 ألف جندي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا”
وأوضح المسؤول، خلال اجتماع وزراء خارجية دول الناتو في بروكسل، أن التقديرات تشير إلى مقتل ما يصل إلى 250 ألف جندي روسي، في حين يعتمد الجيش الروسي على استراتيجية “الخسائر الكبيرة مقابل المكاسب البطيئة”، حيث تواصل موسكو الضغط على طول خطوط الجبهة الأمامية، لا سيما في شرق أوكرانيا، لتحقيق تقدم تدريجي رغم التكلفة البشرية المرتفعة.
وأشار تقرير الناتو إلى أن الوضع في ساحة المعركة لا يزال “صعبًا للغاية”، رغم عدم توقع حدوث انهيار كبير في خطوط الدفاع الأوكرانية خلال الأشهر المقبلة، ولفت المصدر إلى أن روسيا تواصل تحقيق مكاسب ميدانية في عدة مناطق، منها توريتسك وقرب بوكروفسك، في إطار حملتها العسكرية المستمرة.
وبحسب التقارير، فقد شهد شهر فبراير من هذا العام وحده سقوط 35,140 قتيلًا روسيًا، ما يعكس شدة المعارك التي تشهدها جبهات القتال، لا سيما في ظل استمرار الإمدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا، التي تحاول التصدي للهجمات الروسية المتواصلة.
وفي سياق متصل، تتزايد المخاوف الغربية من استمرار الحرب لفترة أطول، ما دفع دول الناتو إلى تكثيف دعمها العسكري والسياسي لكييف،وأكد وزراء الخارجية خلال اجتماع بروكسل التزامهم بمواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا، في محاولة لتعزيز قدرتها على الصمود أمام الهجمات الروسية المستمرة.
تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في إلقاء ظلالها الثقيلة على المشهد الدولي، حيث تشهد ساحات القتال تصعيدًا مستمرًا بين القوات الروسية والأوكرانية. وفي ظل الدعم العسكري الغربي لكييف، تواصل روسيا استراتيجيتها القائمة على تحقيق مكاسب إقليمية بطيئة رغم الخسائر البشرية الكبيرة. وعلى الجانب الدبلوماسي، يسعى حلف الناتو إلى تعزيز موقفه عبر تقديم مساعدات عسكرية ولوجستية لأوكرانيا، في محاولة للحفاظ على توازن القوى في المنطقة. ومع استمرار الصراع، تزداد المخاوف من تداعياته الاقتصادية والسياسية على أوروبا والعالم، مما يجعل الحرب أحد أكثر الأزمات تعقيدًا في المشهد الجيوسياسي الحالي.