
تتوالى فصول التوتر في الضفة الغربية، والمخاوف من تفاقم الأوضاع تتزايد، وفي الساعات الماضية سجلت عملية عسكرية إسرائيلية جديدة في نابلس التي تشهد منذ أكثر من أسبوعين اشتباكات ومواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين.
واستفاق الفلسطينيون في قرية حوارة شمال الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، على آثار الدمار والتخريب التي وقعت خلال ساعات الليل على يد مستوطنين إسرائيليين أرادوا الانتقام لمقتل مستوطنَين التي دمر فيها المستوطنون وأحرقوا أكثر من 30 منزلاً و100 مركبة.
ورصدت وكالة فرانس برس منازل محترقة تركت ألسنة اللهب أثرها على جدرانها بالإضافة إلى السيارات والأشجار المتفحمة والنوافذ المحطمة.
وهاجم المستوطنون الذين جاءوا من أنحاء مختلفة القرية في أعقاب هجوم بإطلاق النار أودى بحياة مستوطنين اثنين من مستوطنة هار براخا.
وأطلق المنفذ الذي ما زال الجيش الإسرائيلي يلاحقه النار عليهما أثناء قيادتهما مركبتهما قرب مفترق حوارة على الطريق الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس ونفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة نابلس استمرت لأكثر من 3 ساعات وأسفرت عن مقتل 11 فلسطينياً وجرح أكثر من 80 بالرصاص الحي.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن 98 شخصاً تلقوا العلاج جراء هذه الحوادث، معظمهم من الاختناق بعد تنشقهم الغاز المسيل للدموع. وأشارت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية إلى سقوط 3 جرحى إسرائيليين بعد تعرضهم لرشق بالحجارة.
اعتقالات
وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل، الأربعاء، 3 فلسطينيين في حملة الاعتقالات للجيش جرت في كل من نابلس وقلقيلية وتخللها اقتحام منازل سكنية وتفتيشها ومصادرة مبالغ مالية من أحدها خلال مداهمة قوات الجيش لبلدتي مسلية والزبابدة جنوب جنين، وكثفت من تواجدها العسكري في محيطهما دون أن يبلغ عن اعتقالات فيهما بحسب ما نقلت الوكالة الألمانية للأنباء “د.ب.أ”.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن قواته بالتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك” اعتقلت 3 فلسطينيين من أنحاء الضفة الغربية بدعوى أنهم مطلوبون، وتم ضبط أسلحة وتفكيك عبوات فيما يواصل الجيش الإسرائيلي إغلاق مداخل أريحا وشن عمليات تفتيش دقيقة بحثاً عن منفذي عملية إطلاق نار قبل يومين أدت إلى مقتل سائق إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية.
وصرح رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر، بأن المحافظة مغلقة بشكل محكم وفي ظل عمليات التفتيش الدقيق، فإن هناك أزمة كبيرة يحتاج فيها الفلسطيني لساعات حتى يتمكن من الخروج منها.

اقتحامات وحصار
اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن الشرطة الإسرائيلية تواصل التضييق على دخول المصلين إلى المسجد، وتدقق في هوياتهم الشخصية، وتحتجز بعضها عند بواباته الخارجية.
كما تواصل قوات الجيش الإسرائيلي، حصارها المشدد لمدينة أريحا وقراها، لليوم الثالث على التوالي. وأفادت مصادر أمنية، بأن قوات الاحتلال تعيق وصول المواطنين إلى مدينة أريحا أو الخروج منها، وتجبرهم على الوقوف والانتظار لساعات طويلة، على الحواجز العسكرية، التي تقيمها على مداخل المدينة الرئيسة، إضافة إلى إغلاق الطرق الفرعية، المؤدية إليها.
وأضافت ذات المصادر ، أن القوات الإسرائيلية تنصب حواجزها العسكرية في عدة مناطق، منها شرق المدينة قرب معبر الكرامة، والمدخل الجنوبي قرب مخيم عقبة جبر، إضافة إلى حاجزين آخرين شمالي المدينة قرب هيئة التدريب العسكري، وطريق المعرجات، وحواجز أخرى فرعية بمحيط المدينة وقراها كما تواصل قوات الاحتلال، إعاقة مغادرة المواطنين المسافرين القادمين عبر معبر الكرامة، وتحتجز المركبات التي تقلهم لساعات طويلة.