سلّطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على ما وصفته سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بـ”الخط الأحمر” فيما يتعلّق بدعم الصين عسكرياً لروسيا، محذرة من أنه قد يكون “إنذاراً دبلوماسياً” يُعيد تشكيل الحرب في أوكرانيا.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كييف الاثنين، كانت عرضاً رمزياً مهماً لإظهار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، لكن ما يثير القلق حقاً هو الإنذار المقلق القادم من مسؤولين أمريكيين بأن الصين قد تزود روسيا قريباً بالمساعدات العسكرية.
تحذير دبلوماسي
وصرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن صرّح لشبكة “سي بي إس نيوز” الأحد بالقول إن “ما نحن قلقون بشأنه بناء على المعلومات التي لدينا من أن الصين تفكر في تقديم دعم قاتل لروسيا، لقد أوضحنا لهم أن ذلك سيسبب مشكلة خطيرة لنا ولعلاقتنا”، فيما قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في تصريح سابق إن “المساعدات العسكرية الصينية ستكون خطاً أحمر”.
وترى الصحيفة أن استخدام مصطلح “خط أحمر” كإنذار دبلوماسي يحمل في طياته سمعة سيئة، متسائلة إذا ما كانت إدارة بايدن أكثر جدية بشأن هذا الإنذار الآن وماذا سيعني ذلك؟
تصاعد القلق بين بكين وواشنطن بعد ما يبدو أنه اجتماع مثير للجدل بين بلينكن وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في نهاية الأسبوع، حيث أصرت الولايات المتحدة على الصين حضور الاجتماع، بهدف إعادة العلاقات بعد أزمة منطاد التجسس.
موقف الصين
وافق وانغ أخيراً على الاجتماع بحسب الصحيفة، لكن بكين تفاخرت في قراءة عامة بعد ذلك بأن الولايات المتحدة هي التي سعت لعقد الجلسة الثنائية، فيما قال بلينكن إن “الصين لم تقدم أي اعتذار عن إرسال البالون فوق المجال الجوي الأمريكي والمواقع العسكرية”.
وما زاد من تعقيد الأزمة هو تصريحات وانغ العلنية في ميونخ، حيث وبّخ الولايات المتحدة لما وصفه برد “سخيف وهستيري” على مسألة البالون. كما ألقى باللوم على واشنطن لكونها عقبة أمام السلام في كييف، بينما كان متوجهاً إلى موسكو بعد ميونخ في الوقت الذي كان فيه بايدن في العاصمة الأوكرانية.
تقول الولايات المتحدة إن الصين قدّمت لروسيا دعماً فنياً واقتصادياً، لكنها لم تقدم أسلحة حتى الآن، لكن الصحيفة ترى أن إنذار بلينكن بشأن هذا الاحتمال يحمل تمريرات أقلها بأنه سيؤدي إلى تفاقم الصراع ويزيد من إراقة الدماء، ويجعل من الصعب على أوكرانيا استعادة أراضيها.
كما من شأن ذلك أيضاً أن يمدد أمد الحرب، مما يزيد من استنزاف مخزونات الأسلحة الغربية التي امتدت بالفعل بعد عام من دعم أوكرانيا.
نوايا عدائية؟
وبعبارة أكثر صراحة، تضيف “وول ستريت جورنال”، أن “تسليح روسيا سيكون دليلاً جديداً وصريحاً على نوايا الصين العدائية تجاه الولايات المتحدة والغرب، ومن المؤكد أنه سيمحو رغبة بكين الظاهرة منذ اجتماع بايدن مع نظيره الصيني شي جين بينغ في بالي أواخر العام الماضي لوضع العلاقات الأمريكية الصينية على مسار أفضل. كما سيتطلب الأمر أيضاً استجابة أمريكية حازمة، والتي يجب أن تشمل المزيد من العقوبات الاقتصادية”.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه “ربما تكون الصين راغبة في استنزاف الغرب من أسلحته ومعرفة ما إذا كان بإمكان روسيا أن تتحمّل الحرب أكثر من أوكرانيا التي تتلقى دعماً سياساً وعسكرياً من واشنطن والغرب”، لافتة إلى أنه “ستكون لهذه القرارات تبعات سيئة للصين والعالم، ما يجعل الكونجرس بحزبيه أن يعيد التفكير بشأن إعادة بناء الدفاعات الأمريكية”.