سقط القناع.. عاش القطاع.. غزة تحاصر حصارها ودماء الأبرياء تفضح وحشية الصهاينة.
🖋 هاجر السيد النادي

سقط القناع.. عاش القطاع.. غزة تحاصر حصارها ودماء الأبرياء تفضح وحشية الصهاينة.
ربما أرهقتنا مشاهد الدماء والأشلاء، وأولئك الذين يتشبثون بنبض أخير ويقاومون الجوع والعطش الانحيازات الأمريكية، ربما تسلل إلى شراييننا اليأس، وسكن أوردتنا الألم، وفقدنا وسط سحب الدخان وغبار الدمار فى غزة ما تبقى من أمل فى أن يجد الأطفال ساعة سلام.. ربما خسرنا ما يقرب من 62 ألف شهيد برصاص الغدر الذى مولته واشنطن، وغاب عن حياتنا بسمة أكثر من قرابة 20 ألف طفل ارتقوا بعدما فشل المجتمع الدولى فى أن يطعمهم من جوع ويأمنهم من خوف.. ربما احتدمت قتامة المشهد فى القطاع المنكوب وما يحيطه.. إلا أن دماء الشهداء حركت كثيرا فى مياه كانت راكدة، وصرخات الثكالى كانت أعلى من أن تتجاهلها الآذان والضمائر والقلوبربما تقاطعت بنا السبل وأرهقنا العدوان.. إلا أن فى القطاع الذى يحاصره رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أثبت أصحاب الأمعاء الخاوية، والأجساد الهزيلة، وكل من فقدوا الأب والأم والابن، وكل من تمسكوا بتراب الأرض ولم يرتضوا عنه بديلا، أن السجين كثيرا ما يكون أقوى من السجان.. وأن بسالة المدنيين العزل، وبطولة من لم يتاجروا يوما بقضايا الوطن، أو يستسلموا للأجندات والولاءات والإملاءات، أحالت الحصار إلى حصار مضاد.. حصار لم تعد معه إسرائيل كما كانت فى عيون الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.. ولن تصير بعده كما كانت فى عيون الإسرائيليين أنفسهم.. فمع الرصاصة الأخيرة فى حرب غزة وإن تأخر موعدها، ومع نهاية العدوان وإن طالت وحشيته، ينتظر الجميع ميلاد عالم جديد، بقواعد متغايرة، وحسابات لن تكن جميعها فى صالح تل أبيب.. الآن تلاشت مساحيق التجميل، وتبددت ألاعيب الدعاية والإعلام الغربى.. إسرائيل الآن عارية.. محاصرة رغم حرية القتل والبطش، وعلى موعد مع عالم ما بعد العدوان.