*دبلوماسية بطابع طفولي.. كيف أضفت قمة ألبانيا لمسة مرح إلى السياسة؟*
كتبت: سهام إبراهيم علي حسن

استقبلت ألبانيا قادة أوروبا، المشاركين في قمة المجتمع السياسي الأوروبي، بعرض فكاهي يُظهرهم كأطفال، ما أضفى أجواء مرحة قبل مناقشة ملفات حساسة كأوكرانيا والهجرة، جاءت الفكرة من رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، المعروف بخلفيته الفنية، وشكلت القمة فرصة لألبانيا لإبراز دورها الأوروبي.
كسر الجليد بين القادة
وبحسب “بوليتيكو” بدأت القمة بمقطع قصير أمام أكثر من 40 زعيمًا، يظهرهم كأطفال صغار مع الحفاظ على ملامحهم المميزة، وأظهر الفيديو بعض الأطفال يرتدون نظارات، وآخرين بلحى أو أقراط، فيما ظهروا جميعًا وهم يرحبون بلغاتهم الأصلية قائلين: “مرحبًا بكم في ألبانيا” بحماس طفولي.
وحسب المصادر الإعلامية الحاضرة في القمة، سمح هذا العرض المبتكر بكسر الجمود الدبلوماسي المعتاد في مثل هذه التجمعات الدولية.
تفاعلات متباينة وردود فعل لافتة من كبار القادة
تنوعت استجابات القادة للفيديو بشكل لافت، حيث ضحكت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بصوت عالٍ، وشكرت لاحقًا رئيس الوزراء الألباني إيدي راما “لجعلها تشعر بأنها شابة مرة أخرى”، وفق ما نقلت “بوليتيكو”، بينما ابتسمت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن مع نظرة دهشة واضحة على وجهها.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد اكتفى بابتسامة خفيفة عندما ظهرت نسخته كطفل صغير مع شارب، وهو ما لفت انتباه المراسلين الحاضرين في القمة، وفق تقارير إعلامية متطابقة.
رئيس وزراء برؤية فنان
تشير “ذا تليجراف” البريطانية إلى أن فكرة الفيديو، يُعتقد أنها من إبداع رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، المعروف بخلفيته الفنية وشخصيته المرحة، وقد صرّح راما بعد العرض: “صحيح أنني الأطول بينهم، لكنني أقود دولة من أصغر الدول، وبالنسبة لنا، إنه لشرف كبير أن تتاح لنا الفرصة لاستضافة هذه القمة”.
كان راما رسامًا يعيش في فرنسا قبل دخوله عالم السياسة، وتجلّت روحه الفنية في استقباله للقادة، حيث ظهر مرتديًا حذاءه الرياضي المميز، وجثا على ركبتيه بشكل مسرحي عند وصول ميلوني، في مشهد أثار اهتمام وسائل الإعلام الحاضرة.
وراء الضحكات
تشير “بوليتيكو” إلى أنه على الرغم من البداية المرحة، كانت القضايا المطروحة على جدول الأعمال بالغة الجدية، إذ هيمنت أزمة أوكرانيا على المناقشات، خاصة بالتزامن مع انعقاد اجتماعات بين المسؤولين الروس والأوكرانيين في إسطنبول.
ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر دبلوماسية أن القادة الأوروبيين، معظمهم من داعمي أوكرانيا، يأملون في زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقوبات جديدة.
كما تناولت القمة قضايا أخرى مهمة مثل الأمن والديمقراطية والهجرة، بحضور قادة بارزين، بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
فرصة ذهبية للبلد الصغير
أشارت “ذا تليجراف” إلى أن استضافة هذه القمة شكّلت لحظة مفصلية لألبانيا، إحدى أفقر الدول الأوروبية البالغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة، والتي لا تزال تكافح للتخلص من آثار عقود الحكم الشيوعي والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومنحت هذه المناسبة فرصة نادرة لألبانيا لإظهار قدرتها على استضافة مثل هذه الفعاليات الدولية المهمة وتعزيز مكانتها الأوروبية.
يُذكر أن المجتمع السياسي الأوروبي هو مبادرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تأسست عقب الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وتجمع أعضاء الاتحاد الأوروبي و20 دولة أخرى، بهدف تعزيز التعاون الأوروبي في مواجهة التحديات المشتركة.