كتبت:فاطمة خالد
كأن الدوري الإنجليزي كان في انتظار نجم جديد يُعيد التوهج لفريق عانى كثيرًا.. كول بالمر فعلها،واللاعب الذي خرج من عباءة مانشستر سيتي بحثًا عن فرصة، لم يحتج سوى موسم واحد ليثبت أنه أكثر من مجرد موهبة واعدة، بل قائد حقيقي ومفتاح نجاح مشروع تشيلسي الجديد،و أرقامه وحدها كافية لتأكيد ذلك، إذ أنهى الموسم في البريميرليج بـ15 هدفًا و8 تمريرات حاسمة خلال 37 مباراة، كأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا على مستوى الأداء والحسم.
وبالمر لم يكن عنصرًا مكملًا في التشكيلة، بل كان القلب النابض لهجوم البلوز،و قدرته على اللعب في أكثر من مركز هجومي، وتمركزه الذكي داخل المنطقة، جعلته الورقة الرابحة للمدير الفني في المباريات المعقدة،ومع الوقت، أصبح اللاعب الذي تبنى حوله الهجمات، سواء بتحركاته بدون كرة أو قراءته المثالية للملعب.
وفي أوروبا، كتب بالمر اسمه بحروف من ذهب بعدما قدّم مباراة كبيرة في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي أمام ريال بيتيس،و لم يسجل، لكنه صنع هدفين بطريقة عبقرية، ليثبت أن تأثيره لا يتوقف عند تسجيل الأهداف، بل يتعدى ذلك إلى صنع الفارق في كل لمسة،و تشيلسي توّج باللقب عن جدارة، وبالمر خرج من اللقاء بصفته رجل المباراة الحقيقي.
أما المشهد الأهم فكان في كأس العالم للأندية، حين واجه تشيلسي باريس سان جيرمان في نهائي ناري، بالمر قدّم عرضًا لا يُنسى، سجل هدفين ببرودة أعصاب لا يمتلكها سوى الكبار، وصنع الهدف الثالث لزميله، ليقود فريقه للفوز 3-0 والتتويج بالبطولة. لم يكن مفاجئًا حين نال جائزة “الكرة الذهبية” لأفضل لاعب في البطولة، ليؤكد للعالم أنه نجم اللحظات الكبرى.
والمميز في بالمر أنه يجمع بين المهارة والانضباط، وبين الشراسة والثقة،ولا يهاب المباريات الكبيرة، ويظهر دومًا حين يحتاجه الفريق. شخصيته القيادية بدأت تظهر بقوة، رغم صغر سنه، ومع كل مباراة يخوضها، يثبت أن رحيله عن مانشستر سيتي لم يكن خسارة له، بل بداية لانفجار موهبته.
وفي ظل ما قدمه، بدأت التوقعات تضعه ضمن قائمة المرشحين للجوائز الفردية الكبرى، على رأسها جائزة أفضل لاعب شاب في العالم، بل وبعض الترشحات للكرة الذهبية خلال السنوات القادمة إذا استمر بهذا النسق،وتشيلسي يراهن عليه كمحور المشروع الجديد، والمنتخب الإنجليزي يعتمد عليه في الرهان على المستقبل.
