الخروج من الساحل إلى الزنزانة.. القصة الكاملة للقبض على «نور تفاحة»
كتبت/أميرة حافظ عبد التواب حافظ

من الساحل إلى الزنزانة.. القصة الكاملة للقبض على «نور تفاحة»
في واحدة من الوقائع التي تكشف الوجه المظلم لمنصات التواصل الاجتماعي، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على فتاة تُدعى “نور تفاحة” بعد نشرها مقاطع فيديو خادشة للحياء العام عبر حساباتها الشخصية، في الساحل الشمالي، بقصد تحقيق أرباح مالية من المشاهدات واللايكات.
القضية بدأت عندما رصدت الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة تداول عدد من الفيديوهات الصادمة عبر تطبيق “تيك توك”، تحمل إيحاءات وإشارات خادشة، وتبين أن من تقف وراءها فتاة عشرينية تُلقب بـ”نور تفاحة”.
على الفور، بدأت الأجهزة المختصة تحرياتها، وتبين أن المتهمة تقيم بمحافظة القاهرة وتقوم بإدارة عدة حسابات إلكترونية على “تيك توك” و”إنستجرام” و”يوتيوب”، وتحصد من خلالها أرباحًا مادية نظير نشر محتوى مثير يتنافى مع القيم والأخلاق العامة.
وبعد جمع المعلومات وتوثيق الأدلة، حصلت قوات الشرطة على إذن من النيابة العامة لمداهمة محل إقامة المتهمة
وبالفعل، توجهت قوة أمنية إلى شقة في نطاق قسم شرطة الأهرام بمحافظة الجيزة، حيث تم ضبط المتهمة، وبتفتيش المكان تم العثور على هاتف محمول يحتوي على العشرات من المقاطع غير اللائقة.
كما تبين من الفحص الفني أن الهاتف مرتبط بحسابات على منصات مختلفة، تظهر بوضوح أنها تُستخدم للترويج للمحتوى المثير والمخالف للقانون.
أمام جهات التحقيق، أقرت “نور تفاحة” بما نُسب إليها، وأوضحت أنها كانت تدير هذا النشاط بمفردها، دون مساعدة من أي أطراف أخرى.
قالت إنها كانت تسعى لتحقيق شهرة سريعة وربح مالي من وراء المشاهدات والإعلانات، مؤكدة أن المنافسة على المنصات دفعتها إلى تقديم هذا النوع من المحتوى.
وأضافت أن بعض المقاطع كانت تلقى تفاعلاً واسعًا، وتُحقق آلاف المشاهدات خلال وقت قصير، وهو ما شجعها على الاستمرار رغم علمها بأن ما تفعله مخالف للقانون والأعراف.
وجهت لها تهمًا تشمل نشر محتوى خادش للحياء، التحريض على الفسق والفجور، واستخدام وسائل إلكترونية في نشر مواد تخالف النظام العام والآداب.
من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا أكدت فيه أنها تتابع وتراقب عن كثب أي محتوى مخالف يتم بثه عبر الإنترنت، وتتعامل بحزم مع أي تجاوز يمس القيم الأسرية والمجتمعية.
وشددت على أن الهدف هو حماية المجتمع من الظواهر السلبية، خاصة تلك التي تستهدف النشء والشباب، وتروج لأنماط سلوك مرفوضة تحت ستار الترفيه أو الشهرة.
الحادثة أثارت تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب كثير من المواطنين بضرورة تطبيق القانون بصرامة على كل من يسعى لنشر الفساد الأخلاقي عبر الإنترنت، وضرورة ضبط هذا النوع من المحتوى حمايةً للمجتمع والقيم المصرية.
وهكذا، تحولت “نور تفاحة” من صانعة محتوى تبحث عن الشهرة إلى متهمة تواجه مصيرًا قانونيًا قد ينتهي بعقوبة مشددة، في واحدة من القضايا التي تفتح مجددًا ملف المحتوى الإلكتروني غير المنضبط