فن
أخر الأخبار

وحيد حامد: أيقونة السينما المصرية الذي لم يخشَ المواجهة.

كتبت/مريم مصطفى

تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيل الكاتب الكبير وحيد حامد، أحد أعظم صناع السينما المصرية، الذي كرّس حياته لخوض معارك فنية واجتماعية بأفكار جريئة وإبداع لا ينسى،و لم يكن حامد مجرد كاتب؛ بل كان رجلًا يؤمن بكل كلمة كتبها، وصاحب مواقف ثابتة، جعلته أيقونة في قلوب محبيه.

البداية المتواضعة.. والفلاح الفصيح

ولد وحيد حامد في قرية بني قريش بمحافظة الشرقية، واختار أن يجعل من “الفلاح الفصيح” لقبه، معبرًا عن جذوره التي أثرت في أعماله،انطلق في عالم الفن أواخر الستينيات، ليصبح علامة مسجلة منذ أولى أعماله، حيث نجح في المزج بين البساطة والعمق، وهو ما انعكس على أعماله التي جسدت هموم الناس.

الشراكة الذهبية مع عادل إمام وشريف عرفة

شكّل وحيد حامد تحالفًا سينمائيًا لا ينسى مع الفنان عادل إمام والمخرج شريف عرفة،وأسفر هذا التعاون عن مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، منها:

اللعب مع الكبار (1991): ناقش العلاقة بين المواطن البسيط والسلطة.

الإرهاب والكباب (1994): صرخة ضد البيروقراطية.

طيور الظلام (1995): استعرض الصراع بين الفساد السياسي والتطرف.

المدافع عن قضايا المجتمع

لم تكن أعمال وحيد حامد مجرد ترفيه؛ بل حملت رسائل عميقة. سلط الضوء على قضايا الفساد، التطرف، والطبقية، ولم يتردد في خوض معارك علنية ضد الجماعات التكفيرية والفساد السياسي، حتى تعرض للتهديدات، ومع ذلك، ظل صامدًا، مؤمنًا برسالته التي أوصلها في كل عمل قدمه.

لحظات وداع مؤثرة

في أيامه الأخيرة، ظهر حامد على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، رغم حالته الصحية المتدهورة، لتسلم جائزة “الهرم الذهبي لإنجاز العمر” من مهرجان القاهرة السينمائي، مشهد حضوره للندوة الأخيرة في حياته، وسط طوابير من محبيه، جسّد مدى حب الناس له، إذ بكى الجمهور في وداع هذا العملاق الذي ترك بصمة لا تُنسى.

إرث لا يُمحى

قدّم وحيد حامد قرابة 90 عملًا بين السينما والتلفزيون، أبرزها:

مسلسل “أحلام الفتى الطائر” (1978): بداية التعاون مع عادل إمام.

فيلم “عمارة يعقوبيان” (2006): عمل ملحمي ناقش قضايا متعددة.

مسلسل “الجماعة” (2010 و2017): رحلة تاريخية وفكرية جريئة عن جماعة الإخوان المسلمين.

كان وحيد حامد أكثر من مجرد كاتب سيناريو؛ كان “آخر الرجال المحترمين”، كما وصفه النقاد، ورجلًا صنع بأفكاره وقلمه إرثًا خالدًا يعكس روح مصر وشعبها، ستظل أعماله مصدر إلهام لكل من يؤمن بأن الفن وسيلة للتغيير والإصلاح.

رحم الله وحيد حامد، الفلاح الفصيح الذي عاش ناطقًا باسم الحق، ومات تاركًا إرثًا يُضيء للأجيال القادمة.

دليل اطباء الاجواء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: