منذ بداية وباء كورونا، أصبح الاحتيال الرومانسي شائعاً بشكل متزايد ، ويرجع ذلك جزئياً إلى الشعور بالوحدة الذي عانى منه العديد من الأشخاص والذي سمح للمحتالين بخداع الناس بسهولة. ويمكن أن يكون عيد الحب بيئة خصبة لهؤلاء المحتالين لاصطياد ضحاياهم.
وفي النصف الأول من عام 2022، سرق المحتالون ما مجموعه 16.6 مليون جنيه إسترليني (20 مليون دولار) من خلال عمليات الاحتيال الرومانسية في المملكة المتحدة، وهي زيادة بنسبة 31 في المائة عن العام السابق – وهي إحصائية مقلقة، تُظهر أن الناس بحاجة إلى توخي الحذر واليقظة، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.
وهناك أشياء يمكنك القيام بها لحماية نفسك من الوقوع في فخ المحتالين الرومانسيين في يوم عيد الحب، كما أوضحت كورين ويب، مديرة التسويق في Protect Your Bubble. ويلجأ محتالو الرومانسية إلى إنشاء ملفات تعريف مزيفة على مواقع وتطبيقات المواعدة، أو من خلال فيسبوك وإنستغرام، ويحاولون جذبك إلى علاقة مزيفة بجعلك تشعر بأنك مميز، ويقنعونك بإرسال الأموال إليهم.
إحدى العلامات الحمراء التي يجب الانتباه إليها هي شيء يُعرف باسم “قصف الحب”، والذي يمكن أن يشمل سيلاً من عروض الهدايا أو الرحلات الباذخة، فضلاً عن الإفراط في كلمات الحب والتعهد بالالتزام الجاد في المراحل المبكرة جداً من العلاقى. والهدف هو التلاعب بالضحية للاعتقاد بأنه واقع في الحب قبل أن يدرك أنهم يتعرض للخداع.
وبشكل مقلق، يمكن للمحتالين أن يعملوا على استدراج الضحايا لأشهر، أو حتى سنوات للحصول على ما يريدون. وأظهرت دراسة حديثة أن ما يقرب من ثلث مدفوعات الاحتيال الرومانسي تم دفعها للمحتالين على مدار أسبوعين قبل أن تكشف الضحية عن عملية الاحتيال، لكن هناك علاقات استمرت لمدة ثلاث سنوات.
وغالباً ما يؤلف المحتالون قصصاً عن المصاعب المالية الجامحة والحوادث الكارثية التي تتضمن المرض أو مأساة عائلية أو حوادث كبيرة، لتأجيل الاجتماع وجهاً لوجه.
وتتمثل إحدى طرق اكتشاف المحتال الصور الفوتوغرافية، حيث إنه غالباً ما يكون لدى المحتال صورة واحدة أو صورتان فقط للشخص الذي ينتحلون شخصيته. وعادةً ما يختار المحتالون صورة جذابة للغاية، غالباً ما يتم استخدام صور العارضين أو الموسيقيين أو الممثلين.
وأوصت كورين باستخدام بحث عكسي عن الصور، قائلة “إذا كانت صورة الملف الشخصي تبدو جيدة جداً لدرجة يصعب تصديقها، فما عليك سوى استخدام بحث الصور العكسي من غوغل، حيث تقوم بتحميل صورة إلى غوغل للعثور على الأصل أو الصور المماثلة، لإظهار ما إذا كانت صورة الملف الشخصي تم استخدامها في أي مكان آخر على الإنترنت، حتى لو سُرقت الصورة من حساب شخص عشوائي.
وإذا أقنعك شخص ما بالانتقال إلى منصة وسائط اجتماعية مختلفة قبل أن تكون جاهزاً، يجب أن يثير هذا الشكوك لديك أيضاً، وتقول كورين “يريد المحتالون إزالة الوسيط. حيث توجد قيود على مواقع وتطبيقات المواعدة للمساعدة في اكتشاف المحتالين في محاولة لحماية مستخدميهم”