غرائب عالم البحار . كل ما تريد معرفته عن سمكة فرس البحر
كتبت – خلود سلطان:
تعتبر سمكة فرس البحر من أغرب المخلوقات البحرية الموجودة على كوكب الأرض . فهو شكله جذاب بالنسبة للبشر ولكن لا يوجد لديهم معلومات عنه ، تسبح في شكل رأسي عمودي وتمتلك رقبة مرنة وخرطوم انبوبي طويل ، ورأسها تشبه رأس الحصان وذيل مرن قابل للاحساس يمكنه الالتفاف حول الأشياء . هناك أكثر من 47 نوع معروف من فرس البحر جميعهم ينتمون الى فصيلة Hippocampus وهو الاسم العلمي لسمكة فرس البحر .
إن فرس البحر ليس لديه زعانف تساعده على الحركة والدفع والرفع والتوجيه مثل باقي الأسماك ، ولذلك يدفعون أنفسهم باستخدام زعنفتهم الظهرية الصغيرة بحوالي 35 نبضه في الثانية . وتقوم بالتوجيه باستخدام زعانفها الصدرية الأصغر حجما الموجودة على جانبي الرأس ، وهذه الزعانف تجعل الرأس تشبه رأس الحصان . يتسبب عدم قدرتهم على السباحة في موتهم عندما يكون البحار هائجة .
يتميز فرس البحر بأنه لا يمتلك أسنان ولا معدة وهذه الصفة يشاركه فيها عدد ضئيل من الأسماك ذات الألوان الزاهية ، لذلك فالطعام عنده يمر بالجهاز الهضمي بسرعة ولذلك يحتاجون إلى تناول الطعام بشكل مستمر ليساعدهم على العيش والنمو ، ولذلك فرس البحر الواحد يمكنه تناول 3000 من الجمبري المالح .
يمتلك فرس البحر عيون تتحرك بشكل مستقل ، وذلك يعطيهم خاصية الرؤية بزاوية 360 درجة تقريبا . هذه الخاصية تمكنهم من مراقبة الحيوانات المفترسة بعين ومراقبة الفريسة بالعين الأخرى ، تعتبر الحيوانات المفترسة بالنسبة لفرس البحر هي السرطانات التي تمسك فرس البحر بكماشاتها ، علاوة على ذلك صيد البشر له بغرض تربيته كحيوانات أليفة في أحواض السمك أو استخدامه كتحف أو من أجل الطب التقليدي .
يعيش فرس البحر في الأعشاب البحرية الضحلة وعند الطحالب والشعاب المرجانية في المياه الاستوائية حول العالم . يعتبر سمك فرس البحر هو سيد التمويه ف لديهم قدرة على تغيير ألوانهم بمرور الوقت ، وبعض الأنواع يمكنهم أن ينمو خيوط على أجسامهم ليكونو مثل محيطهم وذلك يجعلهم آمنين بعيدا عن الخطر . يعتبر التمويه أمر شديد الأهمية بالنسبة لفرس البحر ، فهم يستخدمونه في نصب الكمائن للفريسة التي يريدون اصطيادها .
يعتبر معظم أفراس البحر أحادية الزوجة ، بمعنى أنها تتزاوج مع فرد واحد في كل دورة تكاثر , وغالبا ما نرى فرس البحر يسبح في أزواج تربط ذيولها معا ، ويقومون برقصة المغازلة التي يقومون فيها بالدوران والسباحة وتغيير الألوان . وهذا يمكن أن يتكرر يوميا ويستمر تسع ساعات لتقوية الرابطة بين الذكور والإناث .
ومن النادر ما نرى حيوانا ذكر يلد على هذا الكوكب ولكن فرس البحر من هذه الحيوانات فالذكر يحمل الصغار أثناء عملية التزاوج ، فالأنثى تضع البيض في قناة البيض عند الذكر ويطلق عليه كيس الحضنة ، يحمل الذكر البيض حتى يفقس وعندما يكتمل نمو فرس البحر ويكون جاهز لاطلاقه في الماء ، يمكن للذكور أن يلدوا ما بين 5 إلى 1500 صغير .
إن البيئة التي يعيش فيها فرس البحر تعرضه إلى الصيد الجائر والاضطرابات البيئية مثل المناخ ، وهناك كثير من الناس يعتقدون أن فرس البحر لديه خصائص طبية ف يستخدموه في العلاج مثل علاج التهابات الجلد والربو ، وتلك الاعتقادات عارية تماما عن الحقيقة . وهذا ما جعل أعداده تقل بشكل ملحوظ .