أخبارأخبار عربيةسياسة

أسطول الحرية يتحدى الحصار الإسرائيلي ويتجه نحو غزة محملًا بالمساعدات الإنسانية

كتبت /فاطمه يونس

تتجه سفينة “مادلين”، إحدى سفن “أسطول الحرية” الجديد، نحو قطاع غزة المحاصر، حاملة على متنها أطنانًا من المساعدات الإنسانية الحيوية وناشطين دوليين يطالبون بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ما يقرب من عقدين. هذه الرحلة، التي انطلقت في الأول من يونيو 2025 من كاتانيا بصقلية، تمثل محاولة جديدة لكسر الحصار وإيصال الإغاثة إلى سكان غزة الذين يعانون من كارثة إنسانية متفاقمة.

تضم “مادلين” على متنها شخصيات بارزة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن، مما يضفي بعدًا دوليًا وأخلاقيًا على هذه المبادرة. وتهدف السفينة إلى إيصال إمدادات طبية عاجلة، ودقيق، وأرز، وحليب أطفال، وحفاضات، ومستلزمات نظافة، ومجموعات تحلية مياه، وعكازات، وأطراف صناعية للأطفال، في ظل النقص الحاد الذي يشهده القطاع.

تأتي هذه المحاولة في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، وبعد تعرض سفينة “كونشنس” – التي كان من المفترض أن تقود الأسطول – لهجوم بطائرات مسيرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا في الثاني من مايو الماضي، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها وتأكيد المخاطر التي تواجهها هذه القوافل الإنسانية. ورغم هذا الحادث، تواصل “مادلين” رحلتها، محاطة بمخاوف من استهدافها، حيث تم رصد طائرات مسيرة بالقرب من السفينة في الأيام الماضية.

وفي لفتة إنسانية عكست التزام الأسطول بمبادئه، قامت “مادلين” في الخامس من يونيو بتغيير مسارها مؤقتًا لإنقاذ مجموعة من المهاجرين السودانيين من قارب يغرق بالقرب من جزيرة كريت، مما سلط الضوء على الالتزام الأخلاقي للناشطين على متنها.

من جانبها، جددت السلطات الإسرائيلية تحذيراتها من منع سفينة “أسطول الحرية” من الوصول إلى غزة، مؤكدة أنها لن تسمح للسفينة بالرسو في القطاع وأنها مستعدة لاعتراضها واقتيادها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي. تأتي هذه التصريحات في تحدٍ واضح للدعوات الدولية التي طالبت بحماية الأسطول.

وفي هذا السياق، دعا خبراء الأمم المتحدة مؤخرًا إلى حماية سفينة “أسطول الحرية” وحقها في الملاحة الحرة في المياه الدولية، مشددين على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.

يمثل أسطول الحرية 2025 أكثر من مجرد قافلة مساعدات؛ إنه صرخة إنسانية وتحدي سلمي لحصار مستمر أودى بحياة الآلاف ودمر سبل عيش الملايين. ومع اقتراب “مادلين” من شواطئ غزة، تتجه أنظار العالم إلى هذه المبادرة، متسائلين عما إذا كانت ستنجح في كسر جدار الحصار أو ستواجه مصير سابقاتها.

 

 

دليل اطباء الاجواء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: