
غزة تختنق تحت الحصار: الجوع والعطش يهددان حياة نصف مليون إنسان
كتبت/ اسماء محمد سيد
تعيش غزة اليوم واحدة من أكثر لحظاتها قسوة، وسط تصاعد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية متفاقمة، بعد شهور طويلة من الحرب والحصار الذي شلّ الحياة في القطاع. التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن سوء التغذية بلغ مستويات حرجة، مع انتشار أمراض ناتجة عن نقص الغذاء والمياه النقية، ما يهدد حياة آلاف الأطفال والنساء.
وفي الوقت ذاته، أعلنت دولة الإمارات عن بدء تنفيذ مشروع عاجل لمدّ أنبوب مياه من مصر إلى غزة، بهدف توفير مياه صالحة للشرب لأكثر من 600 ألف مواطن، في محاولة للتخفيف من الأزمة. المشروع يتم بتنسيق مباشر مع السلطات المصرية وموافقة إسرائيلية، وهو ما اعتبره البعض انفراجة إنسانية، ولو مؤقتة، في جدار الحصار.
على الأرض، تبدو الصورة أكثر قتامة؛ فالمستشفيات تفتقر للكهرباء والأدوية، والمخابز تعمل بشكل متقطع، فيما يعتمد مئات الآلاف على وجبات إغاثية لا تسدّ رمق الجوع. المنظمات الإغاثية تعاني من تعقيدات لوجستية شديدة في إدخال المساعدات، في ظل استمرار القيود الأمنية.
المجتمع الدولي يواصل دعواته لوقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المعونات، لكن الواقع على الأرض يؤكد أن المعاناة أكبر من الوعود، وأن أهالي غزة يدفعون ثمنًا باهظًا لصراعات لا تنتهي. وبين أنقاض البيوت، وبين دموع الأمهات وأنين المرضى، يبقى سؤال واحد معلقًا: إلى متى؟