
في لحظة مؤثرة تركت صدى عميقاً في قلوب الملايين، أعلن النجم التونسي الكبير علي معلول، الظهير الأيسر الأسطوري للنادي الأهلي ومنتخب تونس، اليوم اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والألقاب، وكتب فصلاً جديداً في تاريخه الكروي بتوجيه رسالة وداع مؤثرة لجماهير الأهلي العظيمة وكل من سانده.
جاء إعلان معلول، الذي يُعتبر أحد أبرز المحترفين في تاريخ الدوري المصري، عبر بيان رسمي نشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي
حيث عبر عن مشاعره الكبيرة وصراعه مع لحظة الوداع الصعبة.
مسيرة أيقونية مع القلعة الحمراء:
منذ انضمامه إلى النادي الأهلي في صيف عام 2016 قادماً من النادي الصفاقسي التونسي، لم يكن علي معلول مجرد لاعب أجنبي، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من هوية الأهلي، وأيقونة للجماهير التي أطلقت عليه لقب “عليليو”. طوال ثماني سنوات، أثبت معلول أنه نموذج للاعب المحترف المتفاني، بتقديمه مستويات ثابتة، مساهماته الهجومية الفعالة بأهدافه وتمريراته الحاسمة، وصلابته الدفاعية.
خلال فترته الذهبية مع الأهلي، ساهم معلول في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية، أبرزها: [اذكر أبرز الألقاب مع الأهلي، مثل: عدة ألقاب في الدوري المصري الممتاز، دوري أبطال أفريقيا، كأس مصر، كأس السوبر المصري، وكأس السوبر الأفريقي]. كما كان ركيزة أساسية في منتخب تونس، وشارك في [اذكر عدد المشاركات، مثلاً: عدة نسخ من كأس الأمم الأفريقية ونهائيات كأس العالم.
رسالة وداع من القلب: “أدركت أني لم أوقع عقداً مع نادٍ، بل دخلت في عهد مع أمة كاملة اسمها الأهلي”
في رسالته الأخيرة، كشف معلول عن عمق ارتباطه بالنادي وجماهيره، معبراً عن مشاعره الصادقة التي لامست قلوب الملايين. جاء في نص رسالته:
“يا جماهير الأهلي العظيم،
أيها الجمهور الوفي، طيلة هذه السنوات كنتم لي العون حين ابتعدت المسافات والدفء حين قست المباريات، صدقوني لم أكن وحدي يوماً، كنتم ظهري حين انحنت الأيام، وقلبي حين عز الثبات، وهتافكم كان الأمل الذي لا يخيب، والمحبة التي لا تُشترى، فإن كانت المسيرة تقاس بالسنوات، فإن ما بيننا لا يقاس إلا بالمحبة والوفاء.
منذ أن وضعت قدمي في قلعة الأهلي صيف 2016، أدركت أني لم أوقع عقداً مع نادٍ، بل دخلت في عهد مع أمة كاملة، اسمها “الأهلي”.
تسع سنوات مرت، كأنها طرفة عين، من الصعب وضعها في كلمات، لكنها كانت مليئة بكل ما يجعل الحياة حياة. الفرح، الدموع، الصعود، السجود بعد الأهداف، والانتماء الذي لا يُشترى.
لم أكن يوماً لاعباً محترفاً فقط، كنت عاشقاً يرتدي القميص الأحمر، كما يرتدي القميص، عشت كل دقيقة في “التيشيرت” بروح طفل نشأ في مدرجات الدرجة الثالثة، وتعلم معنى “أهلاوي” قبل أن يتعلم المشي، واليوم، وأنا أكتب كلماتي الأخيرة بقميص الأهلي، لا أودّع نادياً فقط، بل أودع جزءاً من روحي.
يا جمهور الأهلي، أنتم المعني كله، كنتم العون في كل تواجد، والصبر في كل لحظة غياب، والسند في كل مباراة كتب فيها المجد، لم أكن وحدي حين سجلت أهدافي، أو مررت كراتي الحاسمة، بل كنتم معي في كل مرة ارتفعت فيها راية الأهلي، تشاركوني المجد، وتغفرون لي التعثر، وتمنحوني حباً لا يزول.
سجلت 53 هدفاً، وصنعت 85 لزملائي، ورفعت 22 بطولة. ولم يكن شيئاً مما شاهدتموه بطولة محببة، كنت شاهدت وساهمت في واحدة من أعظم فترات الأهلي، وبقلبي اسم “علي معلول” ضمن سطور المجد، لا شيء سوى أني كنت معكم ولكم وبيكم.
اليوم، أكتب لكم خير رحيلي والدموع تزاحم الحبر، لكي أمضي وأنا مطمئن، لأن قلبي سيبقى في مدرجاتكم، وصوتكم سيظل في أذني، لا أبالغ حين أقول إني وجدت في الأهلي بيتنا أكبر من كل البيوت، ووطناً ثانياً صدق الانتماء له كأنه الأول.
إلى أهلي، وزوجي وأبنائي، إلى زملائي وأصدقائي، إلى الإدارة والعاملين في النادي، إلى كل من عملت معهم… شكراً لأنكم كنتم عائلتي، أما الجمهور، فأقول لهم: إن الألوان أن يغادر جسدي، لكني أترك قلبي وظلي في “التيشيرت”، وأمنح دعائي لكل من يرتدي القميص من بعدي، أن يحمله حلماً حلماً دائماً… نحو القمة.
أنا راحل، لكن الحب باقٍ
أحبكم للأبد
يعكس نص معلول حبه العميق وغير المشروط للكيان الأهلي وجماهيره، مؤكداً أنه كان يعيش كل لحظة بقميص الفريق كعاشق وليس كلاعب محترف فقط.
كلماته الأخيرة تبرز مدى ارتباطه الروحي بالقلعة الحمراء، ووعده بأن قلبه سيبقى في المدرجات، وصوته سيظل في آذان الجماهير.
يترك اعتزال علي معلول فراغاً كبيراً في الجانب الأيسر لخط دفاع الأهلي، لكن إرثه من الألقاب والذكريات والمحبة التي زرعها في قلوب الجماهير ستبقى خالدة، مؤكدة على أنه ليس مجرد لاعب مر بتاريخ الأهلي، بل هو جزء أصيل من تاريخه الذهبي.