أخبار عربية

للمرة الأولى.. سلالة للحمى القلاعية تصل العراق وتهدد حياة الجواميس

كتبت / نيره جمال

يُراقب مرض الحمى القلاعية الموجود في العراق منذ عقود عن كثب بسبب انتقاله السريع وتأثيره الاقتصادي المدمر، لكن هذا العام يتميز بشدة الإصابات غير المسبوقة منذ سنوات في البلاد، وفقاً للوحدات البيطرية في محافظة نينوى فى الشمال، بسبب سلالة فيروسية وصلت للمرة الأولى الى البلاد.

وحددت تحاليل عينات أرسلت الى تركيا المجاورة سلالة “SAT2” التي لم يسبق أن أبلغ عن وجودها في العراق، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

واللقاحات المستخدمة في العراق لا تقي من هذا الفيروس المتحول، لذا يتعين على السلطات الحصول على اللقاح المناسب لوقف انتشاره.

بين هذا المرض وارتفاع أسعار الأعلاف الذي دفع بالمربين إلى تقليل كميات أكل الحيوانات، انخفض الى النصف إنتاج الحليب في مزرعة هذا الرجل المسؤول عن أربعة أطفال.

في حين لا يشكل مرض الحمى القلاعية “تهديداً مباشراً لصحة الإنسان”، فإنه شديد العدوى للماشية من جواميس وأغنام وماعز وغيرها، وفقاً للفاو.

ويتميز بظهور تقرحات بالفم وعلى الأغشية المخاطية للفم والأنف والثدي وعلى المخالب.

وتفيد المنظمة الأممية أن “المرض يستطيع أن يسبب نسبة نفوق عالية في الحيوانات الحديثة الولادة والعهد، وتقليل الوزن كثيراً، وخفض ناتج الحليب ومعدلات الخصوبة للتكاثر.”

وحذرت المنظمة من أن “الحيوانات المصابة بالمرض تبيت بالغة الضعف بحيث تعجز عن عزق التربة أو أداء مهمات الجرّ للحصاد. ولا يصبح بوسع المزارعين بيع الحليب الذي ينتجونه نظراً لخطر العدوى بالفيروس، مما يُقوِّض أمنهم الغذائي.”

يقر مدير المستشفى البيطري في نينوى عدي العبادي بأن “المرض ليس بجديد بل هو مستوطن في نينوى والعراق ويظهر في موجات متقطعة”. لكنه يؤكد “هذا العام الإصابات شديدة وعددها بالمئات” في نينوى مقارنة بعشرات الحالات في السنوات الماضية.

ويوضح الطبيب البيطري أن 100 رأس ماشية تقريبا نفقت بسبب عدد الإصابات الكبير.

ويشير إلى أن آخر تفش بهذا الحجم يعود إلى العام 1998.

ويقول أنه طلب من بغداد إرسال شحنة “طارئة” من اللقاحات إلى نينوى موضحا أن المنطقة لم تتسلم من السلطات المركزية أي شي خلال العام 2022، ومع ذلك من الممكن شراء اللقاحات محليًا من القطاع الخاص.

ويوضح المسؤول أنه للحد من انتشار المرض، تقوم السلطات بحملات تطهير وتعقيم وفرض قيود على حركة الحيوانات، مضيفًا أن خبراء الفاو يقدمون خبراتهم لدعم الجهود الحكومية.

ويؤكد أن الأولوية للعراق الآن هي أن يحدد مختبر متخصص يتعاون مع منظمة الفاو في بريطانيا، اللقاح الأنسب، قبل أن تتمكن بغداد من إيجاد منتج للحصول على أكثر من تسعة ملايين جرعة.

ولا تزال الوحدات البيطرية معرفة “من أين وكيف وصل هذا الفيروس إلى العراق؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: