تكنولوجيامنوعات

حمض نووي غريب في الصحراء يقدم دروساً في البحث عن حياة المريخ

كتبت / نيره جمال

تعد صحراء أتاكاما في تشيلي أكثر الأماكن جفافاً على وجه الأرض، وتبدو كثيراً مثل المريخ. لكنها ليست هامدة، وحتى في المناطق شديدة الجفاف، وباستخدام أحدث المعدات لسبر الصخور الصحراوية، وجد الباحثون أجزاءً من الحمض النووي من مزيج مثير للاهتمام من الميكروبات.

اللافت للنظر أن 9% من الشظايا الجينية تنتمي إلى كائنات غير معروفة للعلم، مما يجعلها جزءاً من “الميكروبيوم المظلم”، وفقاً لتقرير نُشر يوم الثلاثاء في مجلة Nature Communications. هذه الكائنات هي بكتيريا “غريبة ومختلفة للغاية”، كما جاء في التقرير، لدرجة أن الباحثين لم يتمكنوا من التعرف على أي أقارب معروفين لها.

وقال الباحث الرئيسي أرماندو أزوا-بوستوس، عالم الأحياء الدقيقة في مركز علم الأحياء الفلكي في مدريد، لصحيفة واشنطن بوست “في نصف الحالات تقريباً، لم تتمكن قواعد البيانات من تحديد ما بين أيدينا بوضوح”.

ويعتقد بوستوس هو وزملاؤه أن أتاكاما هي مكان اختبار رائع للبحث عن حياة المريخ. لكن نفس البحث الذي تم إجراؤه باستخدام الأدوات على مركبات المريخ بالكاد يمكن أن يكتشف البصمات الميكروبية. وخلص بوستوس وزملاؤه إلى أن هذا يعني أن العثور على دليل قاطع على الحياة الحالية أو الماضية في تربة المريخ سيكون صعباً دون إعادة العينات إلى الأرض.

 دروساً في البحث عن حياة المريخ
حمض نووي غريب في الصحراء يقدم دروساً في البحث عن حياة المريخ

ويبدو أن البحث يدعم استراتيجية استكشاف المريخ طويلة المدى لناسا وشريكتها وكالة الفضاء الأوروبية، فهم في خضم مهمة متعددة المراحل تسمى عودة عينة المريخ. وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيتم نقل عينات من تربة المريخ التي حصلت عليها مركبة Perseverance الجوالة التابعة لوكالة ناسا – والتي احتفلت للتو بعيدها الثاني على المريخ – إلى الأرض في وقت مبكر من العقد المقبل لفحصها في مختبرات عالية الاحتواء.

لكن هذا البحث الجديد يسلط الضوء أيضاً على التحديات التي تواجه العلماء الذين يرغبون في معرفة التاريخ البيولوجي (التخميني) للمريخ. وقد توجد الحياة الميكروبية، خاصة إذا كانت منقرضة ومتحجرة لفترة طويلة، عند أو أبعد من الحد الأقصى لما يمكن اكتشافه بنوع الأدوات الصغيرة بما يكفي للانفجار في الفضاء والهبوط على كوكب آخر.

ولم يجد العلماء أبداً مثالاً للحياة خارج الأرض، ولكن الافتراض العام هو أن العوالم “الصالحة للسكن” ستصبح مأهولة بطريقة ما في ظل الظروف المناسبة. ولطالما أثار الكوكب الأحمر حيرة علماء الأحياء الفلكية. وكان أكثر شبهاً بالأرض منذ حوالي 3 مليارات سنة، عندما كان الغلاف الجوي أكثر سمكاً مع ماء سائل على سطحه. ومن المعقول، أنه لا تزال هناك حياة غامضة على المريخ، على الرغم من أن علماء الأحياء الفلكية سيكونون سعداء بالعثور على أحافير دقيقة لشيء عاش منذ مليارات السنين.

وقال كريس هاوس، الجيولوجي وعالم الأحياء الفلكية بجامعة ولاية بنسلفانيا، إن بحث أتاكاما يُظهر أنه حتى البيئة القاحلة جداً ستحتوي على طبقات من الصخور الرسوبية مع كميات كبيرة من المخلفات البيولوجية. وهذه أخبار جيدة للعلماء الذين يأملون في أن تسفر صخور المريخ الجافة عن آثار لبيولوجيا الفضائيين.

دليل اطباء الاجواء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: