
القدس المحتلة – 19 يونيو 2025
سجّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتفاعًا ملحوظًا في شعبيته، عقب الهجوم العسكري الواسع الذي شنّته إسرائيل على منشآت إيرانية، في تحرك اعتبره مراقبون محاولة لإعادة ترتيب أوراقه السياسية بعد تآكل الدعم الشعبي إثر حرب غزة المستمرة.
وبحسب استطلاع للرأي نشرته وكالة رويترز، فإن 83% من اليهود الإسرائيليين أعربوا عن دعمهم للعملية ضد إيران، في حين انخفضت نسبة التأييد بين المواطنين العرب إلى 12% فقط، ما يعكس انقسامًا مجتمعيًا حادًا.
الهجوم أثار موجة من التأييد الداخلي غير المسبوق، حتى من داخل معسكر المعارضة؛ فقد أبدى كل من بيني غانتس وأفيغدور ليبرمان تأييدهم للخطوة العسكرية، واعتبرا أن “أمن الدولة يجب أن يكون فوق الخلافات السياسية”. كما انضم إليهم يائير لابيد، الذي أعلن دعمه للعملية رغم معارضته المستمرة لسياسات نتنياهو منذ شهور.
يأتي هذا التحول في الشعبية بعد فترة عصيبة واجه فيها نتنياهو ضغوطًا سياسية وشعبية متزايدة بسبب إدارته لحرب غزة، والتي أثارت انتقادات داخلية ودولية بشأن الخسائر المدنية والأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.
لكن الهجوم على إيران أعاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي زمام المبادرة، ونجح – على الأقل مؤقتًا – في تغيير بوصلة الرأي العام نحو قضايا الأمن القومي و”الخطر الإيراني”، بدلاً من التركيز على الإخفاقات في غزة.
ورغم هذه المكاسب السياسية، حذّر محللون من أن تصعيدًا طويل الأمد مع إيران قد يجرّ إسرائيل إلى مواجهة متعددة الجبهات، تُنهك الجيش وتزيد الضغوط على الجبهة الداخلية، خاصة مع استمرار الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي والمطالب بتحقيقات في إخفاقات الحرب.