
اعلنت مصادر سياسية عراقية عن تشكيل تحالف انتخابي واسع بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، يُعدّ من أكبر التحالفات المرتقبة استعدادًا للانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر 2025.
التحالف الجديد، الذي لا يزال قيد التشكيل، يضم مبدئيًا 14 كيانًا سياسيًا، ويهدف إلى توحيد أغلب القوى الشيعية ضمن الإطار التنسيقي، مع فتح المجال أمام انضمام قوى كردية وسنية، في خطوة تعكس توجهًا نحو تشكيل جبهة وطنية عابرة للطوائف.
يُنظر إلى هذا التحالف كمحاولة لإعادة ترتيب موازين القوى داخل الإطار التنسيقي، خاصة في ظل تزايد الخلافات مع رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي يُتهم بالسعي للهيمنة على القرار السياسي داخل الإطار. ويُعتقد أن التحالف بقيادة السوداني والحكيم يسعى إلى تقليص نفوذ المالكي، وفتح المجال أمام قيادات جديدة تتبنى خطابًا أكثر اعتدالًا وانفتاحًا على القوى الوطنية الأخرى.
يأتي هذا التحرك في وقت مبكر نسبيًا من الموسم الانتخابي، ما يعكس رغبة السوداني في تعزيز موقعه السياسي، وربما التمهيد للترشح لولاية ثانية على رأس الحكومة. كما يُشير إلى وجود حراك سياسي نشط داخل الساحة العراقية، مع عودة شخصيات بارزة مثل مقتدى الصدر ومصطفى الكاظمي إلى المشهد.
رغم الطابع التوافقي للتحالف، إلا أن نجاحه يعتمد على قدرته في استقطاب قوى مؤثرة مثل التيار الصدري، وتجاوز الخلافات الداخلية في الإطار التنسيقي، خاصة مع وجود فصائل مسلحة وشخصيات نافذة قد تعارض هذا التوجه الجديد.
من المتوقع الإعلان الرسمي عن التحالف خلال الشهرين المقبلين، بعد استكمال التفاهمات مع القوى المشاركة. وسيكون لهذا التحالف دور محوري في رسم مستقبل العملية السياسية في العراق خلال المرحلة المقبلة.