ترامب في الشرق الأوسط: صفقات مليارية وطموحات اقتصادية تعيد رسم خريطة النفوذ الأمريكي
كتبت /ياسمين فوزي عبدالوهاب

زيارة ترامب للشرق الأوسط – طموحات اقتصادية أمريكية
في زيارة وصفها البيت الأبيض بأنها “غير مسبوقة”، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجولة في منطقة الخليج العربي، شملت السعودية وقطر والإمارات، حيث ركزت الزيارة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة وهذه الدول.
صفقات تاريخية واستثمارات ضخمة
أبرم ترامب خلال جولته صفقة دفاعية ضخمة مع السعودية بلغت قيمتها 142 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخ مبيعات الأسلحة الأمريكية. كما وقع اتفاقًا مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لتعزيز الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، شمل استثمارات سعودية في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار على مدى أربع سنوات. في قطر، تم الإعلان عن صفقة طيران ضخمة مع شركة بوينغ بقيمة 200 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخ الشركة.
التوسع التجاري لعائلة ترامب
في الوقت الذي كانت فيه الزيارة جارية، كانت عائلة ترامب توسع استثماراتها في المنطقة، حيث وقع نجلا الرئيس، إريك ودونالد الابن، صفقات عقارية وتجارية في السعودية وقطر والإمارات، بما في ذلك مشاريع فندقية وملاعب جولف فاخرة. كما تم اختيار العملة الرقمية “USD” من شركة World Liberty Financial، المرتبطة بعائلة ترامب، لدعم استثمار بقيمة 2 مليار دولار في منصة بينانس للعملات المشفرة. هذه الروابط أثارت تساؤلات حول تضارب المصالح وتأثيرها على السياسة الأمريكية في المنطقة.
لقاء تاريخي مع الرئيس السوري
في خطوة غير متوقعة، التقى ترامب مع الرئيس السوري الجديد، أحمد الشعار، الذي تولى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد في 2024. خلال اللقاء، تم الاتفاق على رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وتقديم عروض اقتصادية تشمل الوصول إلى النفط السوري، وعقود إعادة الإعمار، ومشروع “ترامب تاور” في دمشق. هذه الخطوة أثارت ردود فعل متباينة، حيث رحبت بها دمشق، بينما عبرت إسرائيل عن قلقها من التقارب الأمريكي مع القيادة السورية الجديدة.
استبعاد إسرائيل وتغييرات في السياسة الأمريكية
على الرغم من التوقعات، لم تشمل زيارة ترامب إسرائيل، في ظل استمرار النزاع في غزة. هذا الاستبعاد يعكس تحولًا في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، حيث تركز الإدارة الحالية على تعزيز العلاقات مع دول الخليج، وتقديم عروض اقتصادية مغرية، مع تجاهل بعض القضايا التقليدية مثل القضية الفلسطينية.
ردود فعل متباينة
بينما رحب بعض القادة العرب بالاستثمارات الأمريكية، أبدى آخرون قلقهم من تأثير هذه السياسات على استقرار المنطقة. في مصر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي مع ترامب على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.