
القدس – أعلنت إسرائيل، الإثنين، عن إدخال أول شحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ إعلانها منع دخول المساعدات في 2 مارس الماضي، وسط تحذيرات دولية متصاعدة من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه جرى إدخال خمس شاحنات محملة بأغذية مخصصة للأطفال إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن ترتيبات جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف البيان أن المزيد من الشحنات، التي تشمل عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات، ستدخل خلال الأيام المقبلة.
وجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن استئناف دخول المساعدات إلى غزة عقب حصار استمر أكثر من شهرين ونصف. وقال نتنياهو في رسالة مصورة: “نخوض قتالاً ضخماً وشرساً، وسنسيطر على غزة بالكامل… لكن لتحقيق النصر، علينا حل مشكلة المساعدات بطريقة ما”.
وأوضح نتنياهو أن القرار جاء بعد تحذيرات من “أعز أصدقاء إسرائيل”، في إشارة إلى أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الذين حذروا من أن مشاهد الجوع في غزة تؤثر سلباً على الدعم الدولي لإسرائيل، وقد تدفعها إلى “خط أحمر قد تفقد عنده السيطرة”.
وشوهدت شاحنات المساعدات، بحسب مراسلي “رويترز”، وهي تتجه نحو شمال غزة، رغم استمرار العمليات العسكرية وتحذيرات الجيش الإسرائيلي من هجمات مرتقبة في المنطقة.
وفي جنوب القطاع، دعا الجيش سكان مدينة خان يونس إلى إخلاء الساحل بشكل فوري تمهيداً لـ”هجوم غير مسبوق”، مع تزايد وتيرة القتال وتكثف العمليات العسكرية.
يُذكر أن إسرائيل كانت قد منعت إدخال المساعدات منذ 2 مارس، ما فاقم من حدة الأزمة الإنسانية في غزة التي تعاني من دمار واسع جراء الحرب، ونقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الطبية.
هذا، ويؤكد نتنياهو أن العمليات العسكرية مستمرة حتى “تحقيق النصر الكامل”، الذي يشمل تحرير جميع الرهائن المحتجزين في غزة، وعددهم 58، والقضاء على حركة حماس بشكل نهائي.
وتُعد هذه الخطوة بادرة أولى نحو تخفيف حدة الأزمة، لكنها لا تزال محدودة مقارنة بحجم الاحتياجات المتزايدة لسكان القطاع المحاصر