كتبت: إسراء ناصر
في خطوة منتظرة منذ شهور، تشير مصادر صحفية موثوقة إلى أن النجم الإسباني السابق والمدرب الحالي تشابي ألونسو بات قريبًا من تولي القيادة الفنية لريال مدريد، بدءًا من 1 يونيو المقبل، ليخلف الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي. وبرغم عدم صدور إعلان رسمي من النادي الملكي حتى الآن، إلا أن الأنباء تتوالى من عدة جهات تؤكد أن الاتفاق تم بالفعل، وأن ألونسو سيبدأ مهامه الفنية بمواجهة نارية أمام الهلال السعودي في كأس العالم للأندية.
تشابي ألونسو، الذي صنع موسماً تاريخياً مع باير ليفركوزن، قاد الفريق الألماني لتحقيق أول لقب دوري في تاريخه، متوجًا موسمه بكأس ألمانيا أيضًا، ومقدّمًا كرة قدم هجومية ذكية نالت إعجاب المتابعين والنقاد. بعد هذا النجاح الكبير، كان من المنطقي أن تتجه إليه أنظار الكبار، وعلى رأسهم ريال مدريد الذي يعرفه جمهور البرنابيو جيدًا كلاعب وسط عبقري.
ألونسو ودّع جماهير ليفركوزن رسميًا في آخر مباراة على ملعب الفريق، في إشارة شبه مؤكدة على أن وجهته المقبلة ستكون العاصمة الإسبانية. ووفقًا لتقارير صحفية، فإن عقده مع ريال مدريد سيمتد لثلاثة مواسم، في مشروع طويل الأمد يهدف إلى إعادة تشكيل الفريق وإعادته لزعامة أوروبا.
أولى تحديات تشابي مع ريال مدريد ستكون في كأس العالم للأندية، حيث سيواجه النادي الملكي الهلال السعودي في أولى مباريات البطولة، المقررة في 18 يونيو بالولايات المتحدة الأمريكية. الجهاز الفني الجديد سيبدأ التحضيرات في مركز فالديبيباس التدريبي من 1 يونيو، قبل السفر إلى أمريكا في 14 من الشهر ذاته، في محاولة لبداية قوية للموسم القادم على الساحة العالمية.
التقارير أشارت أيضًا إلى نية الإدارة دعم تشكيلة ألونسو بعدة صفقات نوعية، أبرزها ترينت ألكسندر-أرنولد، الذي أعلن رحيله عن ليفربول، ومن المتوقع أن يعزز مركز الظهير الأيمن في مدريد. كما يجري العمل على التعاقد مع ظهير أيسر ومدافع صلب، تماشيًا مع رؤية ألونسو الفنية التي تعتمد على البناء من الخلف والتحكم في نسق اللعب.
رحيل أنشيلوتي لن يكون عابرًا، إذ تخطط إدارة النادي لتنظيم حفل وداع يليق بما قدمه المدرب الإيطالي، خاصة مع تتويجه بعدة ألقاب مع الفريق. وسيخوض آخر مبارياته في الدوري أمام ريال سوسيداد يومي 24 أو 25 مايو، قبل أن يتفرغ لمهمته الجديدة كمدرب للمنتخب البرازيلي، في إطار التحضير لتصفيات كأس العالم 2026.
تشابي ألونسو سيواجه تحديات كبيرة، أبرزها إعادة بناء خط الوسط بعد اعتزال توني كروس، ومعالجة التراجع الفني لبعض الركائز الأساسية. كما سيُطلب منه إعادة بريق الفريق في دوري أبطال أوروبا، وتعويض خسارة الليغا لصالح الغريم برشلونة هذا الموسم.
ورغم صعوبة المهمة، إلا أن المدرب الشاب يملك ما يؤهله لتغيير شكل ريال مدريد، خاصة مع دعم الإدارة وجماهير تؤمن بأنه “واحد منهم”، عاد اليوم ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ النادي، ولكن هذه المرة من على دكة البدلاء.
