استيقظت تركيا وسوريا، اليوم الإثنين، على فاجعة أليمة حلت بالبلدين، بعد أن ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، في وقت لا تزال فيه حصيلة الضحايا غير مستقرة.
وأعلن معاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية في تصريح لوكالة “سانا” السورية الرسمية،. أنه تم رفع الجاهزية في أقسام إسعاف المشافي في كل المحافظات،. بالإضافة إلى استنفار فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات للمشافي، لافتاً إلى أنه تم تطبيق خطة الطوارئ العامة،. وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة.
تضامن دولي
وتضامنت دول عديدة حول العالم مع كل من تركيا وسوريا بعد كارثة الزلزال المدمر،. معلنة استعدادهما لتقديم كافة أوجه المساعدة لمواجهة آثار الكارثة المروعة، وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية،. عن خالص تعازيها وتضامنها مع كل من تركيا وسوريا في ضحايا الزلزال، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: “أعزي الشعب السوري في وفاة ضحايا الزلزال المدمر،. وأدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والمساعدة المطلوبين لغوث المنكوبين من جراء هذه الكارثة الإنسانية”.
فيما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي “الصديق”،. قائلاً: “نتقدم بتعازينا لأسر الضحايا ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل. نحن في هذه اللحظة قريبون من الشعب التركي الصديق ومستعدون لتقديم المساعدة اللازمة”.
كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،. لنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد في برقية عن تعازيه في ضحايا كارثة الزلزال،. مؤكداً استعداد موسكو للمساعدة في مواجهة تداعياته.
وبدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداد بلاده لتوفير مساعدة عاجلة للسكان في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين، كما أعلن وزير الخارجية السويدي عن استعداده بلاده لتقديم يد العون وتنسيق الجهود مع تركيا وسوريا من أجل المساعدة على تجاوز آثر الزلزال.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت أذربيجان عزمها إرسال فرق الطوارئ الخاصة،. لتقديم الدعم والمساعدة في مكافحة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، في حين أعرب الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت،. عن تعازيه الحارة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،. بضحايا الزلزال، وأعلن عن استعداد أستانا لتقديم المساعدة اللازمة لتركيا، لتخطي تبعات الزلزال المدمر.
مساعدات طارئة
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الطوارئ الروسية في بيان، بأنها أعدت طائرتين من طراز “Ilyushin Il-76″، محملة برجال الإنقاذ، لإرسالهم إلى تركيا لمد يد العون للأتراك في مكافحة تبعات الزلزال، ووفقاً لموقع سبوتنيك، أصدر كورينكوف أمراً لـ 100 منقذ متخصص من فرقة الإنقاذ الجوي Centrospas، التابعة لوزارة الطوارئ، بالاستعداد للمشاركة في المساعدة وعمليات الإنقاذ.
وبدورها، أفادت خدمة الطوارئ الأذرية “أنه بناء على تعليمات الرئيس الأذري إلهام علييف، شرعت أذربيجان في تجهيز 370 فرداً من طواقم الطوارئ، لإرسالهم إلى تركيا، للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، ومكافحة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب الأراضي التركية فجر اليوم”.
فيما قال مالك شركة “سبيس إكس” الأمريكية إيلون ماسك، إنه مستعد لإرسال أنظمة اتصالات “ستارلينك” عبر الأقمار الصناعية إلى تركيا لتقديم المساعدة بعد الزلزال، وأعلن عن ذلك عبر صفحته في موقع “تويتر”، مجيباً على سؤال أحد المستخدمين، عما إذا كان بإمكانه المساعدة بأقمار “ستارلينك” الصناعية وسط انقطاع التيار الكهربائي في تركيا وأضاف “الحكومة التركية لم توافق على الموضوع حتى الآن، بمجرد الموافقة عليه سنقوم بإرساله في أسرع وقت”.
كما أرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وقال المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش: “إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي، وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا”، وتعهد المستشار الألماني أولاف شولتس، ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتقديم مساعدات لتركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة الحدود التركية-السورية.
تبعات الزلزال
وخلف الزلزال أضراراً كبيرة في المباني والمنشآت الحيوية بالبلدين، وقالت وكالة تريبيكا للشحن إن العمليات في ميناء النفط التركي في جيهان توقفت، مضيفة أن اجتماعاً طارئاً سيعقد بشأن الأمر،وقالت شركة بوتاش التركية لتشغيل خطوط الأنابيب إنه لم تلحق أضرار بخطوط الأنابيب الرئيسية، وفي إشعار، قالت تريبيكا إن الموانئ في جنوب شرق تركيا تأثرت بالزلزال وتم الإبلاغ عن تأخيرات في العمليات.
وقال مسؤول في قطاع الطاقة التركي، إن الزلزال القوي الذي ضرب تركيا لم يسفر عن حدوث أضرار في خط أنابيب كركوك-جيهان الذي ينقل النفط من العراق إلى تركيا،. وخط أنابيب باكو-تفليس-جيهان، مضيفاً أن تدفقات النفط مستمرة في الخطين.
في حين قالت هيئة الملاحة البحرية التركية، إن ميناء إسكندرون الواقع في إقليم خطاي بجنوب البلاد تضرر جراء الزلزال القوي،. وبعد عمليات التفتيش لرصد الأضرار، قالت الهيئة على تويتر إن العمليات مستمرة في موانئ بجانب إسكندرون.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان،. إن قواتها المسلحة أقامت ممراً جوياً لتمكين فرق البحث والإنقاذ من الوصول إلى المناطق المتضررة جراء الزلزال،. ونقل البيان عن وزير الدفاع خلوصي أكار قوله “قمنا بتعبئة طائراتنا لإرسال فرق طبية وفرق للبحث والإنقاذ بالإضافة إلى مركباتهم لمنطقة الزلزال”.
ومن جهتها، سحبت السلطات الإيطالية سحبت تحذيراً من موجات مد عاتية (تسونامي) كانت قد أطلقته للساحل الجنوبي للبلاد،. وأصدرت إدارة الحماية المدنية الإيطالية بياناً يوصي الناس بالابتعاد عن المناطق الساحلية، لكنها خفضت في وقت لاحق حالة التأهب ونشرت على تويتر أنه تم سحب التحذير.
