أعلنت السلطات الإيرانية، الأربعاء، عن تفكيك شبكة إرهابية تابعة لتنظيم داعش كانت تخطط لتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات داخل العاصمة طهران وعدة محافظات أخرى، وذلك في واحدة من أوسع العمليات الأمنية التي تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة.
وقال العميد سعيد منتظر المهدي، المتحدث باسم القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي في إيران، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”، إن وحدات مكافحة الإرهاب نفذت عمليات واسعة ومعقدة شملت العاصمة طهران ومحافظات أصفهان وقم والبرز، أسفرت عن القبض على 13 عنصرًا من أعضاء الشبكة، بينهم زعيم الخلية، إضافة إلى أفراد مختصين في التوجيه والدعم والمهاجمين الانتحاريين.
وأوضح المسؤول الأمني أن الشبكة كانت بصدد تنفيذ هجمات إرهابية خلال مراسم دينية أو مناسبات جماهيرية أخيرة، مشيرًا إلى أنه جرى ضبط أحزمة ناسفة ومعدات تفجير بحوزة المعتقلين.
وأشار العميد منتظر المهدي إلى أن العملية تمت بنجاح دون وقوع ضحايا، وأنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل خلال الأيام المقبلة، بعد انتهاء التحقيقات الجارية.
خلفيات وتداعيات
يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه إيران تهديدات أمنية متزايدة من قبل مجموعات متطرفة، على رأسها تنظيم داعش، الذي سبق أن تبنى تفجيرات دامية في عدة مدن إيرانية خلال السنوات الماضية، أبرزها الهجوم على البرلمان الإيراني عام 2017، وهجوم مرقد قاسم سليماني في يناير 2024.
ويُنظر إلى نجاح قوات الأمن الإيرانية في هذه العملية على أنه إجراء استباقي يهدف إلى منع زعزعة الاستقرار الداخلي، في وقت تشهد فيه البلاد توترات إقليمية متصاعدة، خصوصًا في ظل دورها النشط في ملفات مثل العراق وسوريا ولبنان.
ويرى مراقبون أن عودة نشاط خلايا داعش في الداخل الإيراني، ولو بشكل محدود، يمثل تحولًا أمنيًا خطيرًا قد يدفع طهران إلى تعزيز عملياتها الاستخباراتية والوقائية، بالتزامن مع رفع حالة التأهب الأمني في المناسبات الكبرى
